وعند التأمل في ما قاله الرب لبطرس نزداد تعزية وتشجيعاً وثقة كاملة في الرب.
قال الرب "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة"، ولكن ماذا..؟
هل قال اذهب صلِي انت من أجل نفسك؟؟ لو أنه قال هذا لكانت نصيحة لها قيمتها لبطرس. هل قال له إني سأحفظك ساعة الغربلة فلا تؤذيك؟ لو أنه قال هذا تكون بركة وفضل كثيرين من الرب. أم هل قال له سأطلب أو سوف أطلب لأجلك لكي لا يفنى إيمانك؟ إن الرب في حنانه ومحبته لم يَقُل كل هذا
ولكنه قال: قد طلبت أنا فعلاً من أجلك لكي لا يفنى إيمانك!!
كم هي قليلة جداً معلوماتنا عما يطلبه او يعمله الرب من أجل كل مؤمن. وكم يكون باعثاً على السجود والتعبد لذاك الذي يحيطنا كلنا بالعناية والرعاية ويجعلنا موضوع مشغوليته الدائمة.
إن الشيطان هذا الذي يجول ملتمساً مَنْ يبتلعه، وهو لا يهدأ ولا يكف عن تدبير الأخطار والشرور طول النهار والليل وتوجيه سهامه الشريرة علي اولاد الله، وهو يريد أن يوقع ابناء الله فيها. ولكن الرب الساهر على خاصته، يعرف كل هذا عن الشيطان من اللحظة الأولى اي من بدايه التخطيط. وقبل أن يبدأ في تنفيذ اغراضه ضدنا، يحيط الرب اولاده بسياج من العناية الإلهية آلتي يتخاذل أمامها الشيطان فيرتد خائباً فاشلاً.
إن الرب يعرف أفكار الشيطان الشريرة ضد كل مؤمن، ويعرف تحركاته ضد خاصته، فيفشل كل مؤامراته وتدبيراته. إنه لو أُتيح لكل شخص منا أن يرى قصته قبل أن يفارق هذا العالم، ويكشف له الرب بنظرة إلى الوراء أيام سنينه الماضية آلتي عاشها على الأرض، لرأى ما يذهله من التدبيرات والشرور والمؤامرات آلتي دبرها الشيطان وكان يريد إيقاع اولاد الله فيها والرب بالفعل أحبطها جميعها دون أن يعلم المؤمن بها.