ان السلام الحقيقي التام ليس الا في هدوء الضمير وطمأنينة القلب .
والحصول علي السعادة والدوام عليها بين تيارات العالم وتقلباته
أثبت في الله لتظفر بهذا السلام . اترك ما فقدته حزنت عليه وتوجعت لفقده
لا تعلق قلبك بما يتألم له خوفآ من ضياعه . ضع ثقتك في الله وحده
لا تتداخل فيما لا يعنيك ولا تهتم بما لا يخصك . ولا تله بأمور باطلة
وابععد عن الخصام والمنازعة والحسد وعن كل ما من شأنه ان يفقدك السلام
أستأصل العادات الرديئة منك . وليكن ضميرك طاهرآ . ونيتك سليمة .
ورغبتك مقدسة . ولا تسئ الظن بأحد . خالف هواك واقمع شهواتك
وألجم آلامك وقاوم حواسك واضبط ميولك لتجد راحة وسلامآ
فأن السلام في مقاومة الأهواء وعدم الأستسلام لها . لا في طاعتها والأنقياد لها
التفت الي الله . وسلمه قلبك . واخضع له ارادتك . وأحبه فتظفر بالسلام والسعادة
كن وديعآ أنيسآ محبآ للصلح فتكون أبنا للسلام . طهر ذاتك من كل دنس
واقتلع من قلبك بذور كل شر فتشعر بسلام الله الكامل
احتقر كل ما في العالم من الشهوات الرديئة . ولا تعلق قلبك بشيئ مما فيه
لأنك ان لم تحتقر لذاته ومغرياته وتطلب الله وحده فلا تظفر بسلام مدي حياتك
من يجوز السلام فهو خير ممن يملك العالم بأثره . وأفضل ممن حذق كل
العلوم وبرع فيها . كن صبورآ قوي النفس ذا ضمير سليم فيكون السلام
في قلبك فان الصبور يرتاح ويطمئن الي الله حتي اذا ألمت به الشدائد
وأحاطت به الكوارث والألام . اما الضمير الشرير فأنه دائمآ في خوف
وقلق وفزع حتي من أتفه الأشياء وأحقرها . اذ ليس لديه ما يصد عنه
عادية الدهر