maro marmar العضو الملائكى
عدد المساهمات : 2854 نقاط : 7714 تاريخ التسجيل : 10/10/2010
| موضوع: اهتم بابديتك الأحد مايو 15, 2011 1:40 pm | |
|
غالبية الناس يفكرون فقط في حياتهم علي الأرض ، كل رغباتهم مركزة في هذه الحياة الأرضية . و كل تعبهم و جهادهم هو من أجلها . أما أبديتهم ، فربما لا تخطر لهم علي بال ... إن حياتك كلها علي الأرض ، لا تساوي طرفة عين إذا ما قورنت بالأبدية التي لا نهاية لها ... و حياتك علي الأرض ما هي إلا إعداد أو تمهيد لتلك الأبدية ، حياة الخلود ... ربما تمسك بكرامة أرضية ، يضيع عليك كل الكرامة التي ينالها القديسون في المجد الأبدي ... و مع ذلك فأنت ما تزال تتمسك بهذه الكرامة الأرضية . و تضحي في سبيلها بأبديتك . و كأنك لا تعي !! و ربما تمسك ببعض الملاذ الأرضية الوقتية أو الزائلة ، يفقدك كل النعيم الأبدي و سعادة الخلود ... عليك إذن أن تقتنع بأهمية الأبدية ، و تضعها باستمرار أمام عينيك . و يصبح كل شيء رخيصاً إلي جوارها . ما أجمل قول القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس : " غير ناظرين إلي الأشياء التي تري ، بل إلي التي لا تري . لأن التي تري وقتية ، أما التي لا تري فأبدية " ( 2كو 4 : 18 ) . حقاً ، في هذه النظرة ، يتجلي الفارق الأساسي بين الإنسان الحكيم و الإنسان الجاهل . الجاهل نظرته قصيرة لا تتعدي المرئيات و الحياة الأرضية . أما الحكيم فينظر إلي بعيد ، إلي ما بعد الموت ... و يظل يفكر : ماذا سيكون مصيري بعد أن أخلع هذا الجسد ؟ أين سأذهب ؟ و ماذا سأكون ؟ وأنت أيها الأخ ، بماذا أنت مشغول ؟ ... و أين وضعت قلبك ؟ هنا أم هناك ؟ ... لأنه حيث يكون قلبك ، يكون كنزك ايضاً ... إن الحكماء يشعرون أنهم غرباء علي الأرض ، و لا يركزون آمالهم في الأرض ، بل " ينتظرون المدينة التي لها أساسات ، التي صانعها و بارئها الله " (عب 11 ) . و الذي يهتم بأبديته ، يرتفع فوق مستوي الأرض و الأرضيات . و لا يستهويه شيء مما في هذا العالم . العالم كله خلفه ، و ليس أمامه
| |
|