سواء كنت شخصاً يهتم بك الآخرين أم لا، فمن المؤكد أن الرب يهتم بك. إن كل الكتاب المقدس يمتلأ بهذه الحقيقة الهامة وهي إن لله يهتم بنا جداً بل وأيضاً يهتم بمشاعرنا وأحاسيسنا.. وقد أهتم الرب كثيراً بأن يعلن في كلمته أنه الإله الذي يعالج كل مشاعر سلبية فينا ولا سيما الشعور بالوحدة.
إن أحد الأسماء التي اتخذها الرب يسوع وذكرها الوحي نبوياً عن ميلاد يسوع منذ أيام إشعياء النبي هو "عمانوئيل" الذي تفسيره الله معنا.. وكأنه يعلن لنا من خلال هذا الاسم أحد صفات محبته وهو الاهتمام بنا.. إنه معنا ولن يتركنا.. فعندما لا نجد أحد معنا يأتي هو ويملأ هذا الفراغ بنفسه. وبالفعل عندما جاء وقت الصلب، حيث كان الرب يسوع سيترك تلاميذه بمفردهم ويصعد هو إلى الآب، كان يسوع حريصاً كل الحرص على مشاعرهم وأعلن لهم قائلاً " لن أترككم يتامى. إني آتي إليكم" يو 14: 18 كما وعدهم بالمعزي الروح القدس الذي سيكون ماكث معهم بل ويكون فيهم. وعند الصعود فعلياً اختتم الرب حديثه مع التلاميذ مؤكداً هذا الإعلان مرة أخرى بهذه الكلمات الشهيرة " .. وهاأنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" مت 28: 20
إن الرب يسوع بكل محبته الحقيقية واهتمامه الصادق بنا هو العلاج الحقيقي لأي شعور بالوحدة؛ إنه الوحيد القادر أن يشفيك ويحررك من هذه الآلام ويشبع كل الاحتياجات. عندما شعر شعب الله في القديم أن الرب قد تركه أو نسيه نجد الرب يتدخل مُعلناً لهم عهد محبته ذاكراً لهم واحدة من أحلى إعلانات الله عن نفسه وألذ الكلمات إلى المؤمنين عندما أكد أنه حتى المرأة قد تنسى رضيعها أما الرب فلن ينسانا.. لقد جعلنا قريبين جداً منه.. لقد نقشنا على كفه (إش 49: 14-16).