maro marmar العضو الملائكى
عدد المساهمات : 2854 نقاط : 7714 تاريخ التسجيل : 10/10/2010
| موضوع: لماذا رتب الله أن يولد فى مزود ؟ السبت يناير 07, 2012 12:23 pm | |
|
1 - على هذا السؤال يجيب القديس أوغسطينوس فيقول :
لقد كنت ( يا أدم ) فى الجنة فى أحد الأيام فصيحاً , تعطى كل حى أسمه , أما خالقك فمن أجلك رقد بغير كلام .
أنت إذ وجدت نفسك فى فردوس ملئ بالخيرات , أهلكت نفسك بعدم الطاعة , وهو فى طاعة جاء كطفل إلى مسكن صغير حقير حتى بموته يمكن أن يعيد الحياة إلى من مات . أنت مع كونك إنساناً أردت أن تكون إلهاً فضللت وهو مع كونه الله صار إنساناً لكى يرد ذاك الذى ضل .
لآجل أنه طلب أن يكون إلهاً بالتكبر نزل الله وصار إنساناً بالأتضاع . فمقابل إرتفاع الشياطين بالعظمة اتضع هو ليكونوا أضحوكة لأن الأتضاع غلبهم , فذاك الذى إرتفع بالبغى ليكون إلهاً هزمه الطفل المتضع فى المذود وداس تاجه .
2 - ويجيب القديس كيرلس السكندرى قائلاً :
وجد الله الإنسان قد إنحط إلى مستوى الحيوان لذلك وضع نفسه كطعام فى المذود فتعالى إلى المذود إلى مائدته الخاصة لا لتجد طعاماً مادياً بل خبزاً سماوياً هو الجسد السمائى الحى .
3 - ويجيب القديس أمبروسيوس على هذا السؤال فيقول :
قد ولد السيد المسيح فى مزود لكى يرفعكم إلى السماء لم يجد موضعاً إلا فى مزود بقر حتى يعد لكم منازل فى السماء .
4 - ليشارك الغني الفقراء فقرهم ولد فقيراً :
ولد السيد المسيح فى مزود ليقدس الفقر وليرسم هالة من الشرف على جبين المساكين . كم صنع الفقر بالرجال ؟! وكم صنع الفقر من رجال ؟! أما وليد المزود فهو الغنى الذى قد إفتقر لنغتنى نحن بفقره . ( 2 كو 8 : 9 ) ولد مسكيناً لكن كنوز المجوس إنفتحت بين يديه , كان طفلاً فى مزود لكن حكمة الشرق سجدت عند قدميه , لم تدق لميلاده نواقيس على الأرض لكن هتف له جمهور من جند السماء . لقد صنع له التاج الذهبى مرتين مرة بعد أن صنع معجزة الشبع الكثير من الخمس خبزات وسمكتين وأخرى بعد أن دخل أورشليم فى استقبال الملوك , ولكن السيد المسيح كان يرى فى إكليل الشوك تاجاً ماسياً وفى الصليب عرشاً أعظم من كل العروش .
5 - ليخلص العالم من القيود ولد بلا قيود :
لقد خلص السيد المسيح العالم من عدة قيود , فتحت قبة المزود اجتمع الغنى والفقير رعاة الغنم الفقراء جنباً إلى جنب مع المجوس العظماء الأغنياء . خلص العالم من قيود العنصرية , إذ اجتمع تحت قبة المزود الرجل جنباً إلى جنب مع المرأة السيدة العذراء إلى جانب يوسف النجار .
6 - ليعطى للقوة مفهوماً أقوى ولد فى ضعف :
لقد ظهر الله بجبروته فى جبل سيناء فأرتعد الجبل وكان يدخن , حتى قال موسى (( إنى مضطرب مضطرم )) لكن فى ميلاده ظهر وديعاً بصوت خافت ومع كل ذلك إهتزت له أساسات السماء بجبروتها وطأطأت وانحدرت جماهير جند العلى إلى الأرض مسبحة من فرط تأثيرها , لأن اتضاع الله أرهبهم .
7 - ليمنح الإنسان أعمق درس عن الأتضاع ولد فى الموضع الوضيع :
إن أعظم درس عن الأتضاع نجده بين ربوع المذود . لقد اشتهى أدم الأول أن يصير مثل الله عارفاً الخير والشر فرضى أدم الثانى أن يصير بين الحيوانات التى لا تستطيع أن تفرق بين الخير والشر . لقد أرتضى أن يبدأ بالأتضاع لأن الكبرياء أسقطت الأولين , والأتضاع رفع المنكسرين .
8 - ليرتقى بالإنسان من الحياة الحيوانية إلى الحياة السمائية -- إرتضى أن يولد بين الحيوانات :
ولد يسوع له المجد فى المزود ليرتقى بالإنسان من الحياة الحيوانية الجسدانية إلى الحياة الروحية السمائية لقد وجد أن البشر شابهوا بسلوكهم الحيوانات فى أمور كثيرة :
+ تصرفوا بلا فهم . + بذروا أموالهم بعيش مسرف . + حتى إشعياء النبى يضع الحيوان فى درجة أفضل من البشر فيقول :
الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه , أما إسرائيل فلا يعرف شعبى لايفهم . + ويصف يعقوب أبو الأباء ابنه جاد فيقول : جاد حمار أثيم من أجل كل هؤلاء جاء وولد فى المذود كى يرفع الناس إلى علوه وكماله .
9 - ليبدأ عمله كراع ولد فى حظيرة :
(( أنا هو الراعى الصالح , والراعى يبذل نفسه عن الخراف .. )) ( يو 10 : 11 )
(( أما أنا فإنى الراعى الصالح وأعرف خاصتى وخاصتى تعرفنى )) ( يو 10 : 7 )
بهذه الكلمات وغيرها شرح الرب لنا أنه راع صالح .
لم يقبل أن يسمى بمعلم صالح , لكنه شدد فى أكثر من موضع أن يسمى بالراعى الصالح . لقد وضع نفسه فى الحظيرة كحمل بين الحملان ووضع نفسه فى المذود كطعام لهم لكنه هو : الراعى الصالح ( يو 10 : 11 )
10 - لكى يفتح قلبه بالحب مبتدئاً بالمذود حتى الصليب ولد بين المخلوقات التى لا تعرف الكراهية :
لقد سمح الرب بحبه أن تدنو إليه خليقته , النساء والرجال اليهود والأمم الحكماء والبسطاء الأغنياء والفقراء وكل الخليقة تهللت بمجيئه . ولهذا قدم الرعاة تقدماتهم من لبن وخلافه , وقدم المجوس عطاياهم من ذهب ولبان ومر وقدمت مريم بطنها وحياتها
وقدم الحيوان أعز ما يملكه (( زاده ومذوده ))
وقدمت الطبيعة إحدى أجرامها , نجم يقتاد الغرباء إلى رب الكل .
| |
|