ميلاد الرب يسوع رسالة سلام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ميلاد السيد المسيح رسالة سلام فلقد حقق بميلاده سلاما عجيبا وعظيما ودائما، لقد جاء السيد المسيح صانعا سلاما وصالح السمائيين مع الارضين راغبا فى أن نصير أبناء السلام حتى نستطيع أن ندعى أبناء الله ، فلم ينازع هيردوس فى ملكه ولم يقاوم ، بقدرة لاهوته ،

أحد من أتباع هذا الملك عندما أرسل لكى يهلك أطفال بيت لحم الأبرياء ، بل على العكس هرب من الشر وعاش كفقير وقال" مملكتي ليست في هذا العالم " ،
هكذا عاش رئيس خلاصنا وهكذا يرجو لكل أولاده ، أن يتمثلوا به فى حياتهم ويسلكوا حسب خطواته فتمتليء حياتهم فرحا وسلاما ويكونوا آهلا لما أعد لهم من سعادة و أكاليل وأمجاد .

كما لم يُعلن الله بشرى ميلاد ابنه لأناس رفضوا سلامه وآثروا العيش بعيدا عنه ، بل لأناس يمجدون الله و يسبحونه ويخدمونه كالرعاة ، ولأناس يفرحون برؤيته وبالوجود قربا منه كالمجوس
أما الذين رفضوا سلامه فكان ميلاده بالنسبة لهم مصدرا لاضطرابهم ، بل وسببا فى إظهار ما فى بواطنهم من ظلمة و شر وكراهية ، الأمر الذى دفعهم لاستخدام السيف وسفك دم الأبرياء بلا سبب

إن رسالة المسيحية يا أحبائي هى نفس رسالة المسيح : السلام !! وفى صراعها مع قوى الشر فى معترك هذه الحياة سوف لا تستخدم أسلحة جديدة للدفاع
و من ثم الانتصار ، ولكن ستظل أسلحتنا روحية كما هى : الصلاة ، المحبة ، التسامح ، الغفران ، الصلاة من اجل الأعداء والمسيئين ، محو الذنب بالتعليم
ولنا كل الإيمان أننا نستطيع أن نغلب بهذه الأسلحة ، وإن اشتدت الحرب وحمى الأتون سبعة أضعاف.

ولقد أوضح لنا التاريخ الكنسي كيف أن الذين عاشوا فى محبة و فقر إختيارى كانوا فى سلام دائم وراسخ مع الله وذواتهم والاخرين
وكثيرون عاشوا بقلوب غير طاهرة و أغنياء بالمادة ولكن أمور كثيرة وبسيطة كانت تفقدهم السلام وتنزع من داخلهم روح الفرح والبهجة والاطمئنان.

فما أحوج العالم لسلام الله الذى يفوق كل عقل ولكن هذا السلام لا يتآتى للعالم وهو بعيدا عن الله وفكر الإنجيل وهذا يستلزم منه ، وبالتالي ، الرجوع لله وفكر الإنجيل
لأن بدون سلام الله لا يستطيع العالم أن يحصل على السلام الحقيقي ، حتى ولو كان غرض هذا العالم هو العيش وبكل إصرار فى سلام حقيقى دائم وراسخ
كما أنه بعيداً عن السير وفقاً لنور الإنجيل حتماً سيلحق بالعالم الكثير من الخسائر والمصائب ، لقد آله العالم ذاته و المادة وظن أن فيهما كل الشبع وبهما كل سلام فابتعد عن الله وفقد سلامه ، بل ونسى غضب الله المزمع أن يصير عليه إذا ما كلفه الوصول إلى تحقيق مآربه الاعتداء والقتل والافتراء

لقد نسى العالم أيضا أن سلام هذا الدهر زائل ولا يستطيع أن يهب سعادة حقيقة و فرحا يدوم ، أما الذين امتلأت قلوبهم من سلام الله فتيقنوا من حقيقة كونه فائق لكل عقل ، يشبع إلى المنتهى وفوق ما يتصور العقل
يجعل من نفس الإنسان مدينة للبهجة والسرور رغم كل ما تجتاز به من ضيق وظلم واضطهاد .. سلام الله هو الكفيل برد حالة الإنسان إلى المستوى المبارك الذى قصده الله له: الفرح والبهجة بلا إنقطاع
واليوم الذى يقرر فيه العالم ، من كل القلب والإرادة والضمير ، الحياة فى سلام هذا هو اليوم الذى تستطيع ملائكة السماء أن تنشد فيه ثانية وتقول " المجد لله فى الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة "

فعلا هو السلام الحقيقى لانه صانع السلام و ملك السلام