maro marmar العضو الملائكى
عدد المساهمات : 2854 نقاط : 7714 تاريخ التسجيل : 10/10/2010
| موضوع: العذراء الام و العبده الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:24 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ((هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك (لو 1 : 38 ) ))هذاهو أول تعبير نطقت به العذراء وجاء ليسجل لنا أعماقاًمهيبه في شخصية العذراء ولكن للأسف فإنه بسبب تصورنا لصغر سن العذراء وبساطتها كفتاة صغيرة وبسبب عبورنا علي هذا القول دون تعمق فات علينا ما فيه من عمق
العذراء هنا تتخذ موقفا جادا وحاسما من نفسها ومن العالم ومن الله فبعد أن اقتنعت العذراء ببشارة الملاك وأحست أنها بموجب هذا الإعلان السماوى قد اختيرت بالفعل لتحمل في أحشائها بدون زرع رجل من الله مولودا فيكون الله أباه مباشرةٍ ويُدعي بموجب ذلك ((قدوساً )) وهى صفه من صفات الله الخاصه جداً والفائقه جداًثم يدعى (( اُبن العلي )) ويدعي (( عمانوئيل )) أى الله معنا أقول حينما اقتنعت العذراء بذلك وهبت نفسها لله كأمَة أى عبدة بمفهوم التكريس الكلي جسداً ونفساً وروحاً
العذراء بهذا التعهد - الذي جاء بشبه قسم أو عهد أبدي - تبتلت لله كل حياتها بعد أن تم فيها هذا السر هذا العهد أخذته العذراء علي نفسها أن تبقي بالنسبة لنفسها عذراء وبالنسبة للعالم شهادة طهر فائقة الوصف وبالنسبة لله عبدة أىمملوكة تماماً وكليةٍ لله تعيش له وله وحده بقلبها الذي امتلكه الله بالروح القدس والذي لم يعد ينبض إلا لحساب كلمة الله القدوس المولود منها
نحن لا يمكن أن نغفل الشعور والعواطف المتبادلة بين العذراء كأُم والقدوس المولود منها كإبن لقد أعطت العذراء كل حبها ولطفها وودّها للمسيح المولود منها كأُم له وقد بادلها المسيح نفس العواطف واللطف والود كإبن طائعاً لها كقول الإنجيل ... صحيح إنها عبدة ولكن العبدة لله صارت أماً لإبن الله ولكن الأم بقيت بالرغم من كل ذلك عبدة في نذر الخضوع الكلي والطاعة ....هذا مذهل !
العذراء بعد علمها تماماًبمقتضي البشارة أنها صارت أم القدوس ابن الله أقسمت أن تصير عبدة لله كل الحياة أين العذراء هنا من آدم وحواء اللذين رفضا كلمة الله وأكلا بالفعل وبإصرار وعلم سابق مما حرم الله طمعاً في أن يصيرا بعد الأكل كالله نفسه !! العذراء بهذا العهد (( هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك )) رجعت بآدم وحواء إلي ما قبل السقزط آدم وحواء رفضا كلمة الله الحية المحييه فوقع عليهما حكم الموت أما العذراء فقبلت كلمة الله كلمة الحياة فحلّ في أحشائها ورفع عنها لعنة الموت (( مباركة أنتِ في النساء ( لو 1 : 28 ) ))
تصميم العذراء بالقول ((هوذا أنا أمة الرب )) بعد أن رفعها الله الي مستوى الأمومة لإبنه القدوس المولود منها هو في الحقيقة تصميم علي العودة الي ما قبل السقوط وجحد علنى لخطيئة آدم وحواء والعذراء هنا صورة ناجحه ونموذج مؤثر لإمكانية الإنسان الذي وهبه الروح القدس سُكنى كلمة الله أن يعود بالإتضاع الي الحياة الأبدية الي حالة ما قبل السقوط ، إن الوعد بدخول كلمة الله في أحشاء البتول بالإخلاء العجيب الذي مارسه في نفسه ليتم التجسد هو سر تواضع العذراء المذهل ولا يزال الي الأبد سر اتضاعنا الوحيد الذي يؤهلنا لشركة الإتحاد بالله
بولس الرسول ينهج نفس منهج العذراء بسبب نواله ملء الروح القدس لأنه بعد قبوله حرية أبناء الله وبعد ان رحمه الله وأعلن له السر المكتوم منذ الدهور الذي لم يعلم به أحد إلا الرسل وبعد أن ارتفع بفرط الإعلانات ليري السماء الروحانية بكل أمجادها وبعد ان رأى يسوع شخصياً وأخذ منه الحرية الكاملة ((ألست أنا حراً أما رأيت يسوع المسيح (1 كو 9 : 1 ) )) بعد كل هذا يعلن بإصرار أنه بولس (( عبد يسوع المسيح )) العبودية لله هنا هى المقابل المفرح المعطى من الإنسان لله لأن الإنسان الذي يدخل في حرية أولاد الله لا يستطيع إلا أن يقدم هذه الحرية مرة أخرى لله كذبيحة حب ليصير عبد المحبة الأبوية الفائقة الحنو
العبودية هنا عبودية الحب لله وهى ثمرة الحرية لأنه لا يستطيع أحد أن يتعبد لله تعبدًا حراً بملء الروح والقلب والفكر إلا الذي تحرر من الفساد الذي للعالم وأهواء وكبرياء الذات بحلول كلمة الله المطهرة الفعالة الي أعماق فكر وقلب الانسان
| |
|