من عظات القديس مقاريوس الكبير + الكاملـــــون ومحـــاربـات الشيطــــان !

من عظات القديس مقاريوس الكبير
++++++++++++++++++++

الكاملـــــون ومحـــاربـات الشيطــــان ..!!


ســؤال: هل الكاملون معرضون لأن تحل بهم صعوبات أو حروب، ام انهم احراراً تماماً من كل هم وقلق؟


الجواب: أن العدو لا يكف ابداً عن المحاربة. أن الشيطان عديم الرحمة في كراهيته للبشر، لذلك فهو لا يتوقف عن المحاربة ضد كل انسان .. ولكن الظاهر انه لا يهاجم الجميع بنفس الدرجة، فان حكام الولايات والنبلاء في البلاط الملكي يدفعون الجزية للامبراطور، والإنسان في ذلك المركز له ثقة في ثروته من الذهب والفضة، حتى انه يدفع الضريبة من فائض دخله، ولا يشعر بأي خسارة. الطريقة فان الشيطان يعتبر هذا الأمر (اي عدم مهاجمته للبعض) انه فضلة وزيادة وانه ليس بالأمر الخطير ([1]).
ولكن قد يكون هناك انسان فقير، معدم حتى من القوت اليومي. وهو يضرب ويعذب لأنه لا يستطيع أن يدفع الضريبة، وقد يصرف وقته في احتمال الجلدات والانتهاكات المتكررة ويسوقونه أمامهم بالقوة، ولا يستطيع أن يموت، بينما هناك انسان آخر يصدر الأمر بقطع رأسه ويهلك في لحظة واحدة - وهكذا الأمر بين المسيحيين فالبعض منهم يحاربون بشدة ويضيق عليهم بالخطية، ومع ذلك يصيرون أكثر ثباتاً وحكمة وتمرناً على الحروب. ويحتقرون قوة العدو، ولا يكونون في خطر من هذه الناحية، لأنهم يكونون محفوظين من السقوط ومتيقنين من خلاصهم، لأنهم قد تمرنوا كثيراً في الحرب ضد الخطية والشر واكتسبوا خبرة عظيمة، ولأنهم حاصلون على حضور الله معهم، فانه يقودهم ويكونون في راحة.
ولكن البعض الآخر، الذين لم يتمرنوا بعد، فهؤلاء أن سقطوا في شدة واحدة وثارت عليهم الحرب، فانهم يقعون في الخراب والهلاك.



([1]) القديس مقاريوس يقصد أن الشيطان يمكنه أن يحتمل أن يترك البعض بدون حرب، وهذه تكون بالنسبة للشيطان مثل الضريبة بالنسبة للغني، أو الصدقة بالنسبة إلى المحسن فهي لا تشكل أي خسارة بالنسبة له.