سنتكلم في هذا الجزء عن الطفل الغير اجتماعي والمنغلق والمنعزل عن من حوله وما الأسباب والظروف المحيطة به التي جعلته لا يتكلم ولا يشارك ولا يكون صداقة ولا يبدى رأيه في أي شي ، وما هى الأسباب ، وطرق العلاج ؟
أولا: العائلة وأثرها في شخصية الطفل والأسباب المسببة لانغلاقه وعزله :-
1- عدم الاستماع للطفل داخل عائلته وعدم الاهتمام برأيه أو بما يقوله وتجاهله تماما :
هذا ما يسمعه الطفل من تعبيرات ( اسكت لا تتكلم - اللي تأخذه لا تعليق عليه - اللى أقولك عليه اعمله من غير ما تتكلم – بالإضافة الى عدم تلبية أي رغبة للطفل وتجاهله وكأنه لم يطلب شي - وهكذا من مشاعر سلبية تجاه الطفل ينتج عنها الانطواء)
2- عدم تشجيع الطفل داخل أسرته ومتابعة تكرار ذكر أخطائه :-
كل شي تعمله غلط - إجابتك دائماً غلط - أنت مش بتفكر صح باستمرار - وهذا ما لا يدعه أن يفكر أو يشارك بإجابته في أي شيء خوفا من خطأ إجابته التي تصـورت له أنها دائما خطأ )
3- عدم وجود الحوار داخل الأسرة بسبب الخلافات بين الأسرة مما يؤدى إلى الصمت المستمر والجو الكئيب داخلها :-
المشاكل والخلافات المستمرة بين الأب والأم وجو الخوف والذعر وما ينتج عنه صمت بين الأسرة وخوف الطفل من التكلم في هذا الجو الشائك وبناء في نفسيته الصمت في كل الأوقات
4- رغبة الأسرة في عدم اصطحاب الطفل أثناء الزيارة لأحد الأقارب :-
هذه مشكلة أخرى وتأثيرها عميق فى شخصية الطفل وهى عدم إدخال الطفل في جو اجتماعي مع الآخرين والأقارب وهذا ما تفعله الأسرة بطريقة سلبية ، مما يشعره بأنه شخص غير مرغوب فيه ومنبوذ
5- توصيات الأسرة بعدم الاختلاط مع أصحابه بالمدرسة وزرع الخوف بداخله من كلام سلبي :-
وهنا نرى توصيات سلبية تماماً تزرع الخوف وتحس الطفل على عدم الاختلاط مع الآخرين ، ومنها يمشى في حاله ، لا يكلم احد ، لا يلعب بحرية، مع عدم ترك له الحـرية فى اختيار أصدقاء
وغيرها من الأسباب التي تؤثر فى الانطواء لشخصية الطفل وتوثر عليه فى دراسته فنجده لا يجرؤ على رفع إصبعه فى الفصل لإجابة أسئلة المدرس ، لا يجرؤ النظر فى أعين الآخرين ، يتناول افطاره فى المدرسة فى ركن بعيدا عن أنظار التلاميذ ، يجلس فى الفصل وحيداً أثناء الفسحة ، لا يشارك فى أى نشاط رياضي فى المدرسة خوفا من استهزاء الآخرين ، يجلس على حافة المقعـد لا يـملك ثقـة بنفســه
الكنيسة ودور الخادم فى معالجة الطفل :-
بداخل الكنيسة وأنشطتها يظهر الطفل الغير اجتماعي أو المنطوي فى عدم مشاركته فى أي شي أو إبداء رأيه ويظهر انغلاقه مع أصحابه فلا يتواجد مع أصحابه فى جو مرح ولا يريد المشاركة فى الألعاب أو الاشتراك فى إجابة أسئلة الدرس بل دائما فى ركن مع نفسه لا يتجاوب مع أى احد .
وهنا يظهر الطفل المنطوي والغير اجتماعي بوضوح ويأتي دور الخادم فى معرفة الأسباب وطرق العلاج لشخصية الطفل .
دور الخادم وماذا يمكن فعله :-
1- معرفة الجو المحيط بالطفل داخل الأسرة وخارجها المؤثر فى شخصيته .
2- الترحيب به وإدخاله فى جو التعارف مع باقى المجموعة من خلال الخادم .
3- عدم المراقبة الملحوظة له مما يشعره بالتوتر والحذر فى أى فعل .
4- الاهتمام بالطفل ومحاولة مشاركته داخل المجموعة فى الألعاب بطريقة أو بأخرى .
5- توصية الخادم لباقي مجموعته بتشجيعه والترحيب والإلحاح بمشاركته معهم فى كل الألعاب والأنشطة ..
6- الحوار المنفرد بينه وبين الخادم مما يشعره باهتمام ويدعم محبة وثقة بينه وبين الطفل .
7- أسئلة للطفل تدعوه للتعبير عن رأيه وظهور الإعجاب برأيه بأنه صحيح ومفيد وفكر جيد.
8- يمكن للخادم مشاركته معه فى بعض الزيارات مما يجعله يتعرف على الناس ويتكلم معهم.
9- اكتشاف مواهبه ومشاركته فى فريق موهبته مثل فريق الترانيم أو التمثيل أو غيره.
10- التكلم دائما عن محبة الله وقبوله لنا فى كل الأوقات .
البحث عن الطرق والأساليب التى تناسب الطفل والتى يتفاعل معها الطفل بطريقة سريعة ومنها :-
التحدث معأحد أفراد الأسره من خلال اجتماعات الكنيسة أو الزيارات بطريقة خاصة عن شخصية الطفل والتوعيه بطرق المعاملة معه وخلق جو هادى ومريح له وتشجيعه الدائم والاهتمام بالاستماع لرأيه والتجاوب معه ، وعدم تمييز احد من إخوته عنه ، وغيرها من الأساليب التى ذكرت .