انا مستحق العقاب

أنا مستحق العقاب يا رب ولكن لا تعاقبنى برجزك!
لست أقول لا تعاقبنى لئلا أوجد غبى أمامك لأنى مستحق التأديب ولكن لا تعاقبنى برجزك!
فأن كان لصاً تاب وأخذ منك المغفرة،وأن كانت زانية تقدمت إليك بالدموع والحسرة فنالت العفو والسماح، وان كان عشاراً أقرع صدره نادماً فنزل مبرراً من قبلك، فأنا ليست لى إلى الأن لا توبة صادقة ولا دموع ولا ندامة ولا قرع صدر أقدمه لأنال كما نالوا ...
ليس لى صلاة نقية من نفس منكسرة،ليس لى صوم صادق من الداخل و الخارج ،
ليس لى مودة حقيقية، فأنا متقلب ليس مع أعدائى فقط بل وحتى مع أحبائى !
ليس لى عفة و طهارة أجد فيهما دالة لا تقدم بهما إليك فأنا دنست الجسد مع الفكر كلاهما!
وعدت كثير أن أتوب ولكن رجعت إلى دنس خطيتى كما يرجع الكلب إلى قيئة فصرت دانثا وكاذبا.
خررت باكيا و سجدت فى بيتك وعندما خرجت رجعت إلى رداءة سيرتى بإرادتي.
استهنت برحمتك وأستخففت بحلمك وطول أناتك
كم مرة رحمتنى فعدت وأغضبتك، كم تأنيت على فلم أرجع،
كم مرة أقمتنى فسقطت، كم أحسنت إلى فجحدت احساناتك،
كم مرة أستجبت لى وانا عصيتك، كم مرة خطأت إليك فغفرت لى مثل أب واحتملتنى كصالح ومحب البشر وقبلتنى كما يقبل الابن، وعظتنى بكلام الحياة ومددت إلى يدك وناديتنى أن لا تخف إذا سقطت فقم لأنى لا أبعدك عنى فلست أشاء موت خليقتى و لا أسر بموت الخطاة وليس بمعقول أن أبغض صورتى !
هل أرد إنسانا تاب ورجع إلى الذى من أجله اتضعت ونزلت من السماء وتألمت وقدمت نفسى إلى الموت.