+++السلام والنعمة "الراعى يحبك الراعى ينتظرك"+++
+++السلام والنعمة "الراعى يحبك الراعى ينتظرك"+++
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  الكتاب المقدسالكتاب المقدس  الكتاب مسموع و مقروءالكتاب مسموع و مقروء  تفسير الكتابتفسير الكتاب  مركز تحميل الصورمركز تحميل الصور  youtubeyoutube  جروب المنتدىجروب المنتدى  twittertwitter  rssrss  دخولدخول  

 

 ماهدفك في الحياة؟ بقلم: البابا شنودة الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
marcel solla
العضو الملائكى
العضو  الملائكى
marcel solla


عدد المساهمات : 1895
نقاط : 4983
تاريخ التسجيل : 04/08/2010

ماهدفك في الحياة؟   بقلم: البابا شنودة الثالث Empty
مُساهمةموضوع: ماهدفك في الحياة؟ بقلم: البابا شنودة الثالث   ماهدفك في الحياة؟   بقلم: البابا شنودة الثالث Icon_minitimeالأحد مارس 20, 2011 2:10 pm

نلاحظ أن الذين نجحوا في حياتهم‏,‏ كانت لغالبيتهم أهداف قوية وضعوها أمامهم‏,‏ واستخدموا كل إمكاناتهم لتحقيقها‏.‏ومحبة الهدف والرغبة في تحقيقه‏,‏ منحتهم حماسا وقوة ونشاطا‏,‏ كما منحهم الهدف تركيزا في حياتهم وتنظيما لها‏.
,‏ وكانت كل أعمالهم سائرة في طريق هذا الهدف في تجاه واحد بلا انحراف‏.‏
وأيضا جعل الهدف لحياتهم قيمة‏,‏ اذ يشعرون ان هناك شيئا يعيشون من أجله‏,‏ وأصبحت حياتهم هادفة لها قيمتها‏,‏ وكل دقيقة من دقائق هذه الحياة صادر لها ثمن‏,‏ وكلما كان الهدف في الحياة ساميا وعاليا‏,‏ تكون قيمة الحياة اعظم‏,‏ وتكون الحمية في القلب نارا متقدة لتحقيقها‏.‏
‏..‏ أما الذي يعيش بلا هدف‏,‏ فإن حياته تكون حملة وثقيلة عليه‏,‏ بل تكون حياة لامعني لها ولاطعم‏,‏ ولا اتجاه‏,‏ ولاثبات‏,‏ وقد يدركه الملل والضجر في أحيان كثيرة‏,‏ ويشعر بأن حياته رخيصة وضائقة وتافهة‏,‏ يبحث فيها عن وسائل لقتل الوقت‏!‏ لأن الوقت عنده لم تعد له قيمة ولا رسالة‏!‏ وكثيرا ما يتساءل بعض هؤلاء‏:‏ لماذا نحيا‏!‏ لماذا خلقنا الله؟‏!‏ مامعني الحياة؟ وما هو غرضها؟‏!‏ ان امثال هؤلاء مساكين يعيشون‏,‏ ولايعرفون لماذا يعيشون؟‏!‏ تجرفهم دوامة الحياة دون أن يشعروا‏,‏ وإن شعروا يسألون‏:‏ إلي أين؟‏!‏
‏..‏ وفيما يحاول البعض أن يجعل له هدفا ثابتا في حياته‏,‏ نري الشيطان يستغل الفرصة‏,‏ فيجول في الأرض يوزع اهدافا‏,‏ وغرضه من ذلك أن يتيه الإنسان عن الهدف الحقيقي من الحياة‏,‏ ولذلك يجعل أهل العالم يلتهبون في جحيم من الرغبات الزائلة التي يعتبرونها اهدافا‏.‏
‏..‏ ومن بين تلك الأهداف الخاطئة‏,‏ الشهوة بكل انواعها سواء شهوة الجسد‏,‏ أو شهوة المال‏,‏ أو شهوة السلطة والنفوذ والعلو المستمر‏,‏ أو شهوة الرئاسة والزعامة‏,‏ أو شهوة الجسد‏.‏
والبعض يتدني إلي ان يصل إلي شهوة اللذة‏,‏ سواء كانت لذة الحواس‏,‏ أو لذة الأكل والشراب‏,‏ أو لذة الراحة والخمول‏,‏ أو لذة المتعة بمديح الناس أو رضاهم‏,‏ ونحن لانسمي كل هذه اهدافا‏,‏ إنما هي رغبات وشهوات‏,‏ وان حسبها البعض اهدافا‏,‏ تكون مجرد أهداف عارضة أو مؤقتة أو زائلة او سطحية لاعمق لها‏,‏ كما انها محددة بزمن وليست ثابتة‏.‏
‏..‏ علي أن هناك هدفا اشمل يقع فيه غالبية الناس وهو الذات‏,‏ فكل إنسان ممن يقعون في هذا الخطأ‏,‏ يريد ان يبني ذاته ويكبرها‏,‏ ويجعلها محور ومركز كل تفكيرها‏,‏ يريد أن تكون لها الشهرة والسمعة الطيبة والعلو‏,‏ ويجب أن يجعلها موضع رضا الكل ومديحهم‏,‏ وينشغل بذاته حتي يمهل كل شيء في سبيلها‏,‏ حتي مخافة الله‏!!‏ فهي تدخل إلي جوار الله في القلب‏,‏ ثم تتدرج حتي تملك القلب كله‏,‏ وتبقي وحدها فيه‏,‏ فيتحول الإنسان إلي عبادة الذات‏,‏ ويظل كل حين يفكر‏:‏ ماذا أكون؟ ومتي أكون‏,‏ وكيف أكون‏,‏ وكيف أتطور إلي ماهو أكبر واعظم؟ ومن المؤسف بالأكثر انه قد تربط ذاته بشهوات خاطئة‏,‏ وبهذا يبتعد عن الله بعدا تدريجيا أو سريعا‏,‏ ويجذب بريق العالم الحاضر وامجاده‏,‏ وملاذه ولهوه‏,‏ واحلامه وامانيه‏,‏ وينشغل بكل هذا حتي مايتفرغ أبدا لابديته‏!‏ ويبقي مخدرا بشهوات الدنيا وبعظمة الذات وسعادتها الوهمية ومايفيق من كل ذلك إلا ساعة الموت حينما يترك كل تلك المظاهر والأماني كارها‏.‏
‏..‏ وهناك نوع من الناس تتحول كل اهدافه لكي تتركز في غيره أو فيما هم حوله من الناس‏,‏ بأن يقول هدفي هو نجاح فريق وتفوقه‏,‏ أو ان كان فنانا يقول ان هدفي هو ان اقدم رواية بغرض الحث علي فضيلة معينة أو مهاجمة إحدي الرذائل‏.‏
والبعض يقول ان هدفي هو الإصلاح بصفة عامة‏,‏ وهذا الاصلاح اركز فيه كل مشاعري وجهدي ووقتي‏,‏ ومثل هذا الشخص دائما يعمل من اجل اصلاح غيره‏,‏ دون ان يفكر في إصلاح نفسه‏,‏ ومن اجل الاصلاح تصير حياته سلسلة من المحاربات والاصطدامات‏,‏ وفي طريق الاصلاح يشتم ويلعن ويشهر بغيره‏,‏ وتكون لذته في نشر الفضائح وجميع الاخبار المسيئة إلي غيره‏,‏ بل قد يقول أحيانا‏:‏ إن هدفي الأكبر هو ان احطم فلانا‏,‏ أو أن أحطم الهيئة الفلانية‏!!‏
والاصلاح أمر مهم للمجتمع‏,‏ ولكن في كل ماذكرناه عن ذلك يكون الخطأ في الوسيلة ذاتها إذا انحرفت‏,‏ لان هناك من يعمل في اصلاح المجتمع أو الافراد بطريقة سليمة وبلسان عفيف‏,‏ لايخطأ فيه إلي أحد‏.‏
‏..‏ وأنت يا أخي القارئ العزيز‏:‏ لتكن اهدافك روحية‏,‏ ووسائلك في تحقيق الأهداف روحية ايضا‏,‏ فمن جهة الذات مثلا‏,‏ يمكن أن تهتم بذاتك اهتماما روحيا‏,‏ وتحاول أن تكون هذه الذات ساعية بكل الجهد أن تصل إلي نقاوة القلب‏,‏ ونقاوة الفكر‏,‏ ونقاوة الحواس‏,‏ بل عليك بالاكثر أن تبذل ذاتك من أجل الله ومن أجل الآخرين‏,‏ وحينئذ تجد ذاتك في عمق الوجود الحقيقي‏,‏ تجدها في القداسة وفي البر وفي الكمال النسبي‏.‏
‏..‏ بعد كل ماقلناه من مقدمات‏,‏ نقول إن الهدف الحقيقي من الحياة‏,‏ هو إعدادها للأبدية السعيدة‏,‏ فحياتنا علي الأرض ـ إذا قيست بالأبدية ـ تعتبر لاشيء‏,‏ فعلي الإنسان إذن أن يعمل لآخرته‏,‏ وكما قال السيد المسيح له المجد‏:‏ ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه‏,‏ ولابد أن يأتي وقت نقف فيه أمام الله جل جلاله‏,‏ لكي نجيب عن هذا السؤال المهم ما الذي حققناه طوال حياتنا علي الأرض؟ وهنا تجدر بنا أن نتذكر قول داود النبي للرب في احد مزاميره‏:‏ معك لا اريد شيئا علي الأرض‏,‏ وقوله أيضا‏:‏ جعلت الرب أمامي في كل حين‏.‏ فإن كانت علاقتنا مع الله هي أهم شيء في الحياة‏,‏ فلا يليق بنا ان نشوه هذه العلاقة باخطاء تبعدنا عن الله‏,‏ سواء كانت اهدافا زائلة أو خاطئة‏,‏ أو كانت وسائل خاطئة لتحقيق تلك الاهداف‏.‏
اهتم إذن يا أخي الكريم في هدف حياتك‏,‏ ولاتقلولو في فكرك‏:‏إنني افكر في يومي هذا فقط‏,‏ أما عن الحياة كلها فلم أفكر في هدفها بعد‏!‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماهدفك في الحياة؟ بقلم: البابا شنودة الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حروب الأفكار -- بقلم: البابا شنودة الثالث
» آذان ولكنها لا تسمع بقلم البابا شنودة الثالث
» فضائل تصاحب الصوم بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
» كيف نستفيد روحياً من أسبوع الالام ؟ بقلم مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
» الحق كل الحق | بقلم | البابا شنودة الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى قداسة البابا شنودة الثالث :: محاضرات وعظات البابا-
انتقل الى: