لكتابات الآباء أهمية كبرى وذلك لأن
الكنيسة فى عصرنا وفى كل عصر تالى للقرون الخمسة الأولى تعتمد فى تفسير الكتاب المقدس على تفسيرات الآباء للكتاب المقدس
وخاصة تفسير الآيات التى تستقى منها العقائد الإيمانية .
وذلك يلزم للكنيسة فى عصرنا أن يكون لديها كل تفسيرات الآباء لأسفار الكتاب المقدس مترجمة إلى اللغة العربية
وهذا احتياج ملح بالنسبة للكنيسة فى مصر وفى كل البلاد الناطقة بالعربية .
ومن هنا فإن كتابات الآباء لا غنى عنها لرعاة الكنائس والمعلمين والوعاظ وطلبة الكليات اللاهوتية
ولكل من له اهتمام بالإيمان المسيحى ودراسة الكتاب المقدس .
كتابات الاباء والليتورجيات
كما أن لكتابات الآباء أهمية كبرى أيضًا لأنها المصدر الذى تأخذ منه الكنيسة منذ العصور الأولى وإلى الآن
نصوص القداسات التى تصلى بها ونصوص التسابيح والتماجيد التى تستعملها الكنيسة فى عباداتها الجماعية
أو فى عبادة المؤمنين العائلية والانفرادية .
فمثًلا القداسات الثلاثة المستعملة فى كنيستنا وهى الباسيلى والغريغورى والكيرلسى على التوالى هى
من وضع القديس باسيليوس أسقف قيصرية كبادوكية فى آسيا الصغرى فى القرن الرابع
والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات ( أو النزينزى ) أسقف القسطنطينية فى القرن الرابع أيضًا
والقديس كيرلس الأسكندرى ( الملقب بعمود الدين ) فى أوائل القرن الخامس المتنيح فى سنة ٤٤٤ م.
كما أن نصوص ليتورجيات أسرار المعمودية، والميرون ، ومسحة المرضى ، والزواج ، والكهنوت
ونصوص صلوات تقديس المياه فى اللقان ، وصلوات تدشين الكنائس كل هذه من وضع آباء الكنيسة فى القرون الأولى .
كتابات الاباء والحياة الروحية :
كما أن كتابات آباء الكنيسة هى مصدر الخبرات الروحية التى عاشها القديسون وكتبوها أو كتبت عنهم
سواء كانوا من الآباء النساك فى البرية الذين لهم إنتاج وفير فى الحياة الروحية و النسكية .
كما أنها هى مصدر سير الشهداء والقديسين فى العصور المسيحية الأولى .