إن كنت مشتهياً أن تلذذ نفسك بالرب فقط وكنت مهتماً بتحصيل مقدار أعظم من الإيمان والمحبة والطهارة أكثر من اهتمامك بالسعادة الزمنية بل كنت تشاء أن تفقد خيراً أرضياً لأجل نمو صالحك الروحي فهذا لا يأتي من الطبيعة ولكنه علامة واضحة على وجود النعمة والولادة الثانية ومقابلة له سيعطيك الرب سؤل قلبك بل أكثر مما تشتهي. وأما إذا أبقينا شهوة أثيمة سرية في قلوبنا من بعد تيقظنا فيكون ذلك حماقة عظيمة لأننا لا بد أن نتألم لأجلها إذ ضمائرنا تردعنا ولا نجد فيها نصف اللذة التي كنا نجدها من قبل ويتأخر سيرنا في حياتنا المسيحية ويضطرب سلامنا. ولذلك سبيلنا الأصوب والأكثر فائدة أن نترك كل شيء ونتبع المسيح الذي وحده يستطيع أن يشبع شهوات قلوبنا. فتأملي بهذا الأمر يا نفسي واتبعي السبيل الأصوب ولتكن عينك بسيطة والتصقي بالمسيح فقط لأن الذين يحاولون أن يعبدوا ربين الله والمال يخيب أملهم أخيراً فتجنبي أنت هذه الجهالة وكوني للمسيح فقط فتنالي لذة ينابيع محبته السماوية.