لاشك أن الصلاة تجوز فى كل مكان وان الله مالئ الكون فأينما اتجهنا فأنه يوجد والكنائس الرسولية قد اصطلحت على التوجه فى الصلاة ناحية الشرق لجملة أسباب :
أولا :
إلهنا اله نظام لا اله تشويش , ولما أراد أن يطعم الآلاف قال أجلسوهم فرقا فرقا خمسين خمسين , ولاشك انه أمر مرتب أن يتجه كل المصلين إلى ناحية واحدة من أن يتجهوا في اتجاهات مختلفة , ومعروف أن الصلاة المستجابة تكون باتفاق رأى وبلا جدال كما يقول الرسول " فأريد أن يصلى الرجال فى كل مكان رافعين ايادى طاهرة بدون غضب ولا جدال "
ثانيا :
حتى نتطلع ناحية الفردوس الذى خرجنا منه وإذ كان لابد من أن يتفق على جهة ينتظمون إليها في الصلاة اتفقوا على الاتجاه للشرق حتى نتطلع ناحية الفردوس الذى خرجنا منه , وكأنما نحن فى موقفنا هذا نلتمس من الله باشتياق أن يعيدنا إلى رتبتنا الأولى وفى هذا يقول مار افرام " أن اليهود كانوا يستقبلون أورشليم فى صلاتهم لأنها مدينة مقدسهم ونحن مقدسنا الفردوس مسكننا القديم من حيث انه كان فى الشرق امرنا أن نجعله قبلتنا فى صلاتنا "
ثالثا :
لما ولد السيد المسيح مخلصنا الصالح ظهر نجمه فى الشرق
رابعا :
أن السيد المسيح بعد قيامته جمع تلاميذه على جبل الزيتون وهو في المشرق قبالة أورشليم ويذكر ذلك زكريا النبي " وتقف قدماه فى ذلك اليوم على جبل الزيتون الذى قدام أورشليم من الشرق زك 14 : 4 " ,
وكما صعد السيد المسيح فى ناحية المشارق كذلك أيضا سيأتي من ناحية المشارق , فنحن إذ نتطلع إلى تلك الناحية إنما ننتظر مجيئه كما قال الملاكان " أن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء " أع 1 : 11
خامسا :
يذكر القديس اثناسيوس الرسولى أن من الأسباب التي توجب الاتجاه ناحية الشرق فى الصلاة أن يسوع لما علق على الصليب كان وجه نحو الغرب ومن هذا وجب علينا أن نتطلع إلى المصلوب إلى ناحية الشرق ولذلك توضع صورة يسوع المصلوب في الكنائس متجهة إلى الغرب كما فعل هو
سادسا :
إننا نتجه إلى الشرق لنتميز عن اليهود الذين يصلون إلى جهة الغرب
سابعا :
جاء فى كتاب السنن - وهو مجموع القوانين التى وضعها الرسل وهم مجتمعون فى العلية قبل أن ينشروا الكرازة مانصه :
" أن تكون صلاتهم نحو المشرق وقبالته واستشهدوا فى ذلك بما قاله الرب أن الله عند مجيئه من السماء فى أخر الأيام يأتي كالبرق الذي يلمع فى المشرق فيرى فى المغرب " السنة الأولى ورقة 4 "
وتاريخ أباء الكنيسة يؤيد نظام الاتجاه إلى الشرق في الصلاة , فقد ذكر عن الأب ارسانيوس انه كان يقف خارج قلايته فى ليلة الأحد والشمس من ورائه ويبسط يديه للصلاة حتى تطلع أمامه ومن ثم يجلس
ثامنا:
إننا نتذكر الاعتراف الذي تلاه الاشبين يوم معموديتنا فنجدد هذا الإيمان كل مرة.
تاسعا :
نحن نصلى يوم الجمعة العظيمة وفى كل عشية طالبين مراحم الرب في كل الاتجاهات الأربعة لان الله موجود في كل مكان.