+++السلام والنعمة "الراعى يحبك الراعى ينتظرك"+++
+++السلام والنعمة "الراعى يحبك الراعى ينتظرك"+++
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  الكتاب المقدسالكتاب المقدس  الكتاب مسموع و مقروءالكتاب مسموع و مقروء  تفسير الكتابتفسير الكتاب  مركز تحميل الصورمركز تحميل الصور  youtubeyoutube  جروب المنتدىجروب المنتدى  twittertwitter  rssrss  دخولدخول  

 

 رحله الام ربى يسوع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
maro marmar
العضو الملائكى
العضو  الملائكى
maro marmar


عدد المساهمات : 2854
نقاط : 7714
تاريخ التسجيل : 10/10/2010

رحله الام ربى يسوع  Empty
مُساهمةموضوع: رحله الام ربى يسوع    رحله الام ربى يسوع  Icon_minitimeالخميس أبريل 14, 2011 9:05 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



إن حياتك على الأرض ما هى إلا رحلة مع الآلام ، بدايتها كانت فى بيت لحم حيث آلام الفقر والغربة ، ونهايتها على الجلجثة حيث آلام الصلب والفداء فأين سطور الفرح في كتاب حياتك ؟ لقد أبادها الألم

فى قصور الملوك لم تشأ أن تولد بل على عالم الحيوان نزلت ضيفاً ، لأنك كنت تعلم أن صورتك ومثالك ، الإنسان الذى خلقته بيديك الطاهرتين سيرفضك ويهينك ، وبأيدى الأثمة سيصلبك ويميتك
ألم يحك الإنسان من ظلمة الليل رداءً كثيفاً مبطناً بأنفاس الموت ليستر به أضلع يسوع يوم ميلاده وها السماء يوم صلبه تنسج ثوباً من أشعة القمر وتلقيها على جسد خالقها.

ولأنك كنت تعلم أيضاً أن الإنسان انحط بالخطية إلى مستوى الحيوان ، وضعت ذاتك فى مذود حقير حتى إذا جاع وجاء إلى المذود ليأكل لا يجد بعد طعاماً مادياً أو علفاً حيوانياً بل يجد خبزاً سماوياً الذى هو جسدك المقدس.

وأنت طفلاً ما كنت تلهو كسائر الأطفال الذين بلاهم ولا مسئولية ، بل رأيناك فى الهيكل معلماً ( لو 2 : 46) وفى أرض مصر هارباً من وجه هيرودس الطاغية (مت 2 : 13) محتملاً آلام الغربة ومشقات السفر وظلم الناس وبطشهم أى طفل احتمل ما احتملت وهو لا يزال فى عمرك ؟
لقد ولدت شجرة صغيرة لم تقلم أغصانها بعد ، فما أن أتت الثمرة حتى سقطت ميتة فى أرض الأحياء ، ألست أنت يسوع بكر مريم الذى طوقته بذراعيها كما تطوق الصدفة درتها الثمينة ، فلماذا لا تساوى الجوهرة فى نظر صالبيك سوى ثلاثين من الفضة ؟

وفى شبابك لم نرك أسيراً لجمع المال أو عبداً للسلطة ، بل رأيناك تقول للشاب الغنى : " للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه " (لو 9 : 58) فالفقر لم يكن حليف طفولتك فقط ، بل كان صديقاً رافقك على الأرض كل أيام حياتك ، فعشت الحياة بعد أن حررتها من آلام الغنى فكانت حياتك بسيطة لا يشوبها الطمع أو يرهقها الجشع أو تمزقها الأنانية ولهذا تمتعت بالحياة كأنك تملكها كلها فكنت تصلى فى البساتين وعلى الجبال وتجلس تحت أغصان الكروم تتأمل ذاتك الكرمة الحقيقية التى ستدخل المعصرة لتخرج ترياقاً يشفى البشرية من آلامها فعلمتنا أن الحياة تتحول إلى سجن إذا غلف المال جدران بيوتنا

أما فى جثسيمانى فقد صار الألم كزلزال حبلت به الأرض فتمخضت متوجعه ، تريد أن تلد الخراب والشقاء ، ولكنها على غير عادتها لم تلد سوى الخلاص
لقد تألمت ربى كثيراً صرت محتقراً ومرذولاً من الناس لأجل آثامنا ومعاصينا حسبك الناس كمجرم وحكموا عليك بالموت وظنوا أنهم أبرياء فقامت الطبيعة غير الناطقة لتعلن لهم جرمهم ، وتشهد أمامهم أن الذى صلبوه خالقها وسيدها فتزلزلت الأرض ، وتشققت الصخور وتفتحت القبور ... لأجل هذا نحن نفتخر بآلامك الشافية والمحيية التى هى رمز المحبة ، وبصليبك المقدس الذى هو عنوان أعظم تضحية ، فعليه قدمت ذاتك ذبيحة وفدية عن الجبلة الساقطة ، فخلصتها من آثامها وحررتها من عبودية الخطية ووهبت لها الحياة الأبدية

إن الحب هو الذى جعلك تتألم من أجلنــا ولولا حبك لجردت نفسـك من الأقمطة فى المزود وعدت إلى عرش مجدك ولولا الكآبة التى فى أعماقنا جميعا لَمَا كان ممكناً أن تقيم لحظة على أرض الألم تبكى وتنوح على خطايا لم تفعلها وكل إنسان إذا أحب غيره بإخلاص تحّول الألم من أجله إلى طاقة عطاء وبذل فالحب هو المحرقة التى تقدس الألم ، ولهذا فإن سطور العرق والدم المتساقط عليك كان يكتب على جسدك الممزق بالسياط كلمات الصفح والغفران التى هى رمز المحبة الصادقة .

أعترف يا رب أن جميع الأنهار فى جميع السنين لم تقدر أن تذهب بذكراك الخالدة من قلوبنا ، لأنك أحببتنا وكان قلبك معصرة أما أنا والجميع ففى استطاعتنا أن نتقدم إليك بكؤوس حبنا فنشرب وترتوى نفوسنا ولهذا ففى كل عام أنتظر زيارة الربيع – أعني أسبوع آلامك – لوادي قلبى أنتظر رائحة ورودك لتتهلل روحى فرحة والآن مهما تقلبت الفصول فلم تعد لها سلطان أن تمحو جمالك من عالمى أو تقلع أزهارك من بستان قلبى

فيا أمير الحب أيها القلب السماوى هنا وهناك بين الميلاد والكفن أرى أولادك الأطهار كطيور السماء يسبحون وكزنابق الحقل يبتسمون ويرددون صدى أنشودتك إلا أن العالم يصلبهم كل يوم دون أن تهتز السماء لصلبهم ولا الأرض تتمخض لموتهم فهم يُصلبون ولا يشهد أحد عذابهم ويديرون وجوههم إلى اليمين والى الشمال فلا يجدون يسوع ليعدهم بمكان فى ملكوته كما فعل مع اللص فهل هذا علامة حبك لكنهم والى الأبد يريدون أن يًصلبوا المرة بعد الأخرى ، ليكون إلهك إلهاً لهم وأبوك أباً لهم

لقد تكلمت ربى كثيراً فيالها من كلمات نارية ألهبت قلوب سامعيها ، يالها من أمواج بحر لم تعرفها شواطئ نفوسنا يالها من كواكب لامعة تبحث عن ظلمة النفس لتنيرها أما رنين صوتك فكان كالماء العذب فى أرض جافة، أو كقطرات ندى تتساقط على أشجار مشققة ، فاسمح لى يارب أن أتكلم مرة لأصف حبك وأتحدث عن آلامك المقدسة المحيية ولكن هل من كاتب يستطيع أن يلامس بقلمه حياة الكرمة المباركة أو ينظر بعينيه العصارة المقدسة التى تغذى أغصانها

ومع أننى قد تذوقت عصير هذه الكرمة وتذوقت حلاوة الخمر الجديدة من المعصرة إلا أننى لازلت عاجزاً عن أن أُخبر بكل شئ عنها ولكن إن طلع الشوك فى حلقى ووصلت كلماتى إليكم وصول الكسيح الذى يدب على العصا فأنا أود أن أتكلم بما قرأت و سمعت وبما يجول بفكرى عن آلام ربى .

فيا من عُلقت على الصليب لعل طهر الفضاء يُميت جراثيم الحقد والغيرة والكراهية التى أنجبتها القلوب الضيقة والعقول المظلمة اذكرنا يارب وأنعم علينا ببركات صليبك المقدس وآلامك الطاهرة ، وبارك هذه التأملات المتواضعة التى أردت أن أعّبر بها عن رحلة آلامك المجيدة التى ذقت فيها عذابات قاسية مبرحة ، حباً فينا ورغبة فى خلاصنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحله الام ربى يسوع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعالى اتعرف على رحله الصوم الكبير
» عوده قداسه البابا يوم الخميس بعد رحله علاجية
» الام و عدها
» ترنيمه انا الام الحزينه
» العذراء الام و العبده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: موضوعات عامة-
انتقل الى: