marcel solla العضو الملائكى
عدد المساهمات : 1895 نقاط : 4983 تاريخ التسجيل : 04/08/2010
| موضوع: احد توما -- الاحد الجديد السبت أبريل 30, 2011 7:07 pm | |
|
أحد توما
تحتفل الكنيسة بهذا اليوم العظيم وتسميه "الأحد الجديد أو أحد توما" وهو
اليوم الثامن من القيامة المجيدة وهو الأحد الذي ظهر فيه المخلص للتلاميذ وتوما
معهم وتعده من الأعياد السيدية.
في هذا اليوم العظيم ظهر السيد المسيح له المجد للتلاميذ الأطهار فابتهجوا وفرحوا
كما أعلن ذاته لتوما وثبت إيمانه رأفة بضعفه وغرض الكنيسة من الاحتفاء بهذا اليوم
هو التحدث بينهما علي ضرورة الثقة بالحقائق الإيمانية والمواعيد الالهية لينالوا
بذلك النعم والبركات من رب المجد. دخل المخلص علي تلاميذه في هاتين المرتين وهم
مجتمعون والأبواب مغلقة عليهم بسبب الخوف من اليهود. ووقف في وسطهم وقال
"سلام لكم" وقد أراهم يديه وجنبه ففرحوا إذا رأوا الرب وكان هذا الفرح
إتماما لوعده الإلمي "سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينتزع أحد فرحكم منكم" "يو 16 : 22".
إن الفادي عندما دخل علي التلاميذ طمأنهم بقوله "سلام لكم" قصد بذلك
شفقته وعطفه لا سيما وانه لم يوبخهم علي تركهم له أوقات المحاكمة والصلب كما ثبت
إيمانهم وجدد ثقتهم وأزال مخاوفهم ألا نتعلم من ذلك ضرورة دخول المخلص في قلوبنا
ليهبنا السلام الكامل وفي المرة الثانية بينما كان توما معهم: قال لتوما هات اصبعك
هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا وقد وشح المخلص
تلاميذه بقوة روحية أرسلهم لتدبير الكنيسة كسفراء له ينادون بكلمة الخلاص.
وعندما نفخ في وجوههم وهبهم الحياة الروحية. وقال لهم: "اقبلوا الروح
القدس" حتي بقوة عمله فيكم "من غفرتم خطاياه تغفر له" بشرط أن يتوب
ويتركها نهائيا وبقوله من أمسكتم خطاياه أمسكت. يبين أن من أصر علي خطاياه ولم
يرجع إلي الله بالتوبة النقية لا تغفر خطاياه وهذا القول الإلهي يثبت سر التوبة
"الاعتراف" في الكنيسة وبما أن غفران الخطايا ومسكها من أعمال الرب
فالرسل كانوا في حاجة إلي موهبة الروح لمنحهم حق التوسط لدي الرب في غفران خطايا
المعترفين لاشك أن التلاميذ قد نالوا قبل ذلك موهبة الروح القدس في المعمودية وسر
الأفخارستيا ولكن السلطان علي مغفرة الخطايا لم يكن قد أعطي لهم كما أنهم حصلوا
فيما بعد علي حلول الروح القدس بالتمام وفي يوم الخمسين كما وعدهم المخلص. ان توما
كان ملومة في شكه لأنه تجاوز الحد المعقول في تمسكه ببراهين أكثر من اللازم.
ان يوحنا حينما رأي الأكفان آمن.
وكذلك التلاميذ آمنوا عندما أخبرهم رفقاؤهم والنساء أنهم رأوه.
أما توما الذي سمح بتلك الأخبار كما سمع بنو خاص بظهور المخلص الأخير للتلاميذ
جميعا ومع كل ذلك لم يؤمن واحد علي البرهان الحسي الملموس وقد أدعي بذلك انه
يستطيع أن يميز بين الحق والباطل أكثر من غيره من التلاميذ كما أظهر اعجابه بنفسه
ومع هذا كله تنازل الفادي وأحبه وشفق عليه فوهبه قوة إيمان وازال شكوكه وسمح له أن
يضع يده في جنبه ويلمس أثر المسامير.
ان السيد المسيح عندما عاتب توما ذاك العتاب الودي قد طوب الذين آمنوا ولم يروا
وهذا التطويب هو نصيب جميع المؤمنين الذين صدقوا الانجيل وآمنوا بتسليم وبساطة قلب
كما قال الرسول في المسيح "الذي وأن لم تروه تحبونه ذلك وان كنتم لا ترونه
الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد" "1بط: 8 : 8"
| |
|