ثم دعا كل الجمع وقال لهم: «اسمعوا مني كلكم وافهموا» (مر 14:7 – 23).
واضح أن الكتبة والفريسيين كانوا حريصين جداً على المبادئ والعادات التي تسلموها من الأجداد، كما كانوا سريعوا الملاحظة والنقد لو رأوا شخصاً لا يراعي هذه العادات .. تأمل في العددين (1 و 2) وكيف أنهم انتقدوا تلاميذ الرب يسوع المسيح من أجل عدم اغتسالهم قبل الطعام.
نلاحظ هنا اهتمام الفريسيين ومعلمي اليهود ببعض الطقوس والعادات (3 و 4). فإنها كانت تعني الكثير بالنسبة لهم. كانوا يعتقدون أن في إتباعها إرضاءً لوصايا الله ومن يهملها فإنه يخطئ. حتى إن التراب في الطريق كان يعتبر نجاسة لأن الطريق يسير عليه اليهودي وغير اليهودي، ولذلك وجب غسل الأرجل والأيدي.
ولكن الرب يسوع المسيح يؤكد أن ليس شيء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه. لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجسه (14 و 15). أي أن الخطية تبدأ في فكر الإنسان وقلبه .. «لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة زنى قتل فسق سرقة. طمع. خبث. مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان» (21 و 22 و 23).
قد نبدأ اليوم بداية طيبة مباركة .. وقد نذهب إلى الكنيسة ونشترك في الصلوات والتأملات ونعيش بها بعض الوقت .. وربما بعد قليل نشترك في محادثة غير مجدية، أو ذكر بعض الأشخاص في غيبتهم بالسوء .. أو ربما نسمع فكاهة سخيفة فنرد عليها بكلام غير لائق (22). قد نكون من المواظبين على حضور الكنيسة والاجتماعات ولكن قد نغار من نجاح بعض الأشخاص أو تفوقهم علينا.
متى شعرت بأن كلمات الرب يسوع المسيح تكشف لك بعض أخطائك .. فعليك أن تسرع وتتأملها .. ثم تبدأ في إصلاح الداخل «القلب» الذي منه مخارج الحياة.
صلاة: اللهم أعني حتى ما أضع الأمور في موضعها الحقيقي السليم. إني أسلمك قلبي وفكري لأن منه مخارج الحياة .. أنت الذي أسمعتني صوتك الحنون «يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي ..».