فى الحالة الاولى :
الله يخلق انسانا ( ادم ) بنفخة الهية خاصة ( نسمة حياة ) ليرتفع بالانسان من مستوى الكائنات الحيوانية ( حيث الجسد المادى والنفس غير العاقلة ) الى المستوى الانسانى ( حيث الجسد المادى والنفس العاقلة المخلوقة على صورة الله فى العقل والارادة والحرية والخلود وامكانية القداسة ) ولكى يخلق الانسان على صورة الله كان يستلزم نفخة الهية خاصة تكسبه صفات الهية بصورة تلائم طبيعته المحدودة , وهذا اسلوب متميز فى الخلق لم يتبعه الله مع الكائنات الاخرى التى خلقت بأسلوب قال فكان ( تك 1 : 3 , 9 , 11 , 14 )
لقد منح الله الانسان قوة الهية , من خلال نسمة الحياة التى نفخها فيه , تمكنه من اعلان صورة الله على الارض , ولكنه لم يعطه الروح القدس ليسكن فيه اقنوميا
اما فى الحالة الثانية : ( اى التجسد الالهى ) فهو حلول روح الله ذاته ( اقنوميا ) فى احشاء مريم العذراء الروح القدس يحل عليك , وقوة العلى تظللك (لو1:35) , حتى يولد منها ربنا يسوع المسيح الذى هو اله كامل وانسان كامل , بكل ما للالوهية من معنى وبكل ما للانسانية من معنى , وهو لذلك الله الظاهر فى الجسد ( 1 تى 2 : 16 ) , الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا ( كو 2 : 9 )