marcel solla العضو الملائكى
عدد المساهمات : 1895 نقاط : 4983 تاريخ التسجيل : 04/08/2010
| موضوع: كلمة منفعة قداسة البابا --- في البرية والهدوء السبت يونيو 18, 2011 2:16 pm | |
|
في البرية والهدوء
وسط زحمة الحياة و مشاغلها و ضوضوئها و اهتماماتها الكثيرة ما أجمل أن يتفرغ الإنسان - و لو قليلاً - للجلوس مع الله ، فى جو التأمل ، و الصلاة ، و انفتاح القلب على الله
هنا يلجا الإنسان إلي السكون والهدوء لأن الحديث مع الله ، يليق به الإنفراد بالله
من أجل هذا نقل الله ابانا إبراهيم من و طنه ، و من بين أهله و عشرته ، إلى الجبل ، إلى حيث ينفرد فى خلوة مع الله هناك يبنى المذبح و فى خلوة على الجبل المقدس ، قضى موسى أربعين يوماً مع الله ، أخذ منه الناموس و الوصايا ، و أخذ المثال الذى على نسقه بنى خيمة الإجتماع
و فى خلوة على الجبل ، كان السيد المسيح يلتقى بتلاميذه ، و أحياناً كان يأخذهم إلى موضع خلاء كلمة الله ، يليق بها السكون و الهدوء و على جبل الكرمل ، فى الهدوء ، تدرب إيليا النبى و فى البرية ، مدى ثلاثين عاماً ، تربى يوحنا المعمدان
و فى الهدوء و السكون ايضاً ، تدرب أعضاء مدرسة الأنبياء
و لم يصر موسى نبياً ، و لم يختره الرب للقيادة ، إلا بعد أن قضى فى البرية اربعين سنة ، فى السكون ، بعيداً عن قصر فرعون و ضوضائه و سياساته
و السيد المسيح نفسه ، على الرغم من السكون غير المحدود الكائن فى أعماقه ، و على الرغم من صلته الأزلية الدائمة بالآب ، لكى يعطينا مثالاً ، لم يبدأ خدمته العلنية إلا بعد أربعين يوماً قضاها وحده فى الجبل ، فى حياة السكون ، مع الآب
و كان الجبل ، له موقعه و موضعه ، فى حياة الرب و ما أجمل قول الكتاب فى ذلك " مضى كل واحد إلى بيته أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون " ( يو 8 : 1 )
و كان بستان جسيمانى مكان هدوء و سكون للمسيح يقضى فيه فترات من الخلوة ما أعمقها
و كانت مريم أخت مرثا مثالاً لحياة السكون ، فى جلستها الهادئة عند قدمى الرب بقوله " أنت تهتمين و تضطربين لأجل أمور كثيرة و الحاجة إلى واحد "
ليتك إذن تبحث عن مركز السكون فى حياتك ؟
و هل أنت تهتم و تضطرب لأجل أمور كثيرة و متى تهدأ إلى متى ؟
كلمة منفعة قداسة البابا
| |
|