أولاُ : من هو الأخر ؟
الأخر هو الصديق . الزميل . المواطن . المحتاج . المتضايق .الضعيف . العاجز . المظلوم . المتعثر . المحب . الخادم
الأخر هو أخي وأختي في البيت ابي وأمي والأخر هو شريك الحياة والأولاد
فمادام الأنسان أنانياُ يستحيل عليه أن يحب أحداُ من كل هؤلاء
ومادام الأنسان مسيحي القلب وخالص الحب فإنه يستطيع أن يحب بدون تحفظ وبلا حدود
وما المشكلة التي نراها في مجتمعنا الأن من خلافات انسانية وعائلية وزوجية إلا تعبيرات متوقعة من قلوب جامدة خلت من الحب
ولم تعد تحب إلا ذاتها ولم تعد تفكر إلا في مصلحتها قلوب فقدت جوهر الحب وهو العطاء وفرحة الحب :وهي السعادة
" مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ " +أع 35:20+
فلنفحص نفوسنا إذاُ هل نحن نحب الأخر ؟ وكيف ؟
ثانياُ : الأخر هو المسيح
بهذا عاش أباؤنا وهكذا علمنا الكتاب . فالأخر هو السيد المسيح بمعني أن كل البشر خلقوا علي صورة الله ومثاله وداخلهم نور مقدس
وربما أختفي وراء تشوهات الخطية وضباب الترابيات
فمثلاُ في الحياة العائلية ها أمي وأخوتى وحين تحب أخاك ستكتشف أن السيد المسيح فية وحين يسكنك الرب ستحب أخاك صدقاُ لأنة " إذا كنت لا تحب أخاك الذي تراه , فكيف تحب الله الذي لا تراه " + 1يو 20:4 +
معني هذا أن أخوك هو أيقونة السيد المسيح وحضور السيد المسيح في حياتك .
فإن أحببته فإنك في الواقع تحب السيد المسيح الساكن فيه حتي إذا أساء إليك فهو مريض مؤقتاً ومحبتك له قادرة بنعمة الله علي شفائه
" المحبة لا تسقط أبداُ " +1كو 8:13+
وحتي إذا لم يستجب أخوك للمحبه مؤقتاً أو نهائياً , فالمحبة ستشفيك أنت من أي حقد مدمر وستعطيك إختبار الشركة مع الرب الذي أحبنا دون مقابل
أخوك هو أخوك حسب الجسد أو أخوك في البشرية فالسيد المسيح يرفعنا فوق قيود العائلة الخاصة
لتحيا معه في إتساع العائلة العالمية ألم يقدم لنا مثل السامري الصالح لنعرف من هو قريبنا ؟.
وفي الحياة الزوجية أيضاً يتعامل كل طرف مع الأخر . لا كمجرد طرف أو ذات أخري بل يتحد به من خلال السيد المسيح
وحين يعمل الروح القدس يري نفسه فيه ويحب نفسة من خلاله ويحبه هو من خلال السيد المسيح ألم يقل الكتاب
" يصير الأثنان جسداً واحداً " +مت 1,5:19كو16:6,أف31:5+
نحن في سر الزواج نطلب من الروح القدس أن يوحد العروسين فلا يصير كلأً منهما بعد فرداً بل زوجاً
الفرد = واحد , والزواج = إثنان لأنة الزواج يجعل من كل فرد فيهما اثنين إذ يسير ويتحرك أي من الشريكين وفي أعماقة وقلبة وفكرة وشريكة الأخر
ثالثاً : معجزة المسيح فينا:
لا شك أنها معجزة ان يتم تبادل المحاور في أعماقنا بهذه الصورة :
- لا أنا بل المسيح
-لا أخي بل المسيح
فالسيد المسيح له المجد حينما نتعرف علية ونتشبع بحضورة وننال من اعمال نعمتة يجعلنا متمركزين فية متخلين عن ذواتنا فيصير الأنسان
(centric Christ ) " متمركزاً حول السيد المسيح " بدلاً من أن يكون ((self-centric " متمركزاً حول نفسة"
وهذه معجزة كبيرة لا يقوي عليها إلا الخالق المحب وهو الرب يسوع
وذلك يأتي حينما نطلب منه أن نحيا الحب الحقيقي الباذل , الذي يوصلنا للأخر .
كما ان السيد المسيح يجري فينا معجزة أخري , وهي أن حضورة في حياتنا سيجعلنا نري حقيقة أخوتنا في البشرية
فتري السيد المسيح فيهم أيضاً ونحبهم بنفس العمق والصدق , لأنهم خلقوا علي صورتة ومثالة
ولولا الخطية وعدم الايمان بالفادي لكانوا أفضل م
رابعاً : بركات قبول الأخر :
لا شك أن هناك بركات كثيرة ننالها حينما نقبل الأخر :
في الأسرة – في الكنيسة – والوطن – العالم كله
ومن بين هذه البركات
1- الأخر فرصة محبة : إذ كيف يمكن أن أمارس المحبة المسيحية الباذلة دون وجود الأخر ؟!! إذن .. فهي فرصة جيدة أن أتعامل مع الأخرين لأقدم الحب وأتعلم البذل ,, والمحبة هي رباط الكمال وسر الفرح
2- الأخر فرصة خدمة : إذ كيف أخدم إن لم يكن هناك الأخر ؟؟ سواء خدمة القدوة حينما يري الأخرون الأعمال الحسنة فيمجدوا الأب السماوي , أو في خدمة الصلاة من أجل الأخرين , أو خدمة الكلمة والتعليم . كيف يمكن ممارسة ذلك كلة دون وجود الأخر ؟؟
3- الأخر فرصة تعلم : فالأحتكاك والفعال مع الأخرين يثري شخصية الأنسان وفكرة , وفي كل يوم أو تعامل يتعلم الأنسان جديداً في الحياة وفضائل من المحيطين بة والمتعاملين معة .
4- الأخر فرصة لتكوين فضائل : فكيف يتعلم الأنسان الأحتمال والعقاب والصفح دون وجود أخر يخطئ إليٌ فأمارس مسيحيتي معة بنعمة الله وبالجهاد الأمين . وهكذا نقتني الفضائل المسيحية من خلال تعاملنا مع الأخرين .
إذاً ... فالأخر ثروة كبيرة والتفاعل والتواصل مع المحيطين بنا يثري حياتنا ويشهد لمسيحيتنا
ذلك طبعاً مع ملاحظة هامة هي أن نقتني " المرونة القوية " التي تعطينا إمكانية السير مع التيار
( في الأمور السليمة ) وضد التيار ( في الأمور الخاطئة )
فالمرونة الضعيفة ( مع التيار بإستمرار حتي لو هداماً ) هي طريق الضياع في الدنيا والأخرة.