maro marmar العضو الملائكى
عدد المساهمات : 2854 نقاط : 7714 تاريخ التسجيل : 10/10/2010
| موضوع: الزواج الناجح الأحد يوليو 17, 2011 8:23 am | |
|
استدعى إبراهيم كبير بيته ووكيل أعماله، وكلَّفه بمأمورية اختيار زوجة لابنه إسحاق. ولقد استعمل إبراهيم عقله في قراره هذا، لا عواطفه فقط. وهي بداية على جانب عظيم من الأهمية لكل مَنْ يريد النجاح في تلك الخطوة، فمع أن القلب مع الكثرة الساحقة يلعب دورًا بارزًا في اختيار شريك الحياة، لكن الخوف أن يقود القلب بمفرده الدفة دون اعتبارات أخرى، فتكون النتيجة مأساة مُدمرة.
ولأن إبراهيم استخدم العقل أولاً، فلقد أغلق كل باب فيما يتصل بالزواج من البنات الكثيرات المُحيطات به. وهو إن كان في الفصل السابق (تك23) رفض أن يدفن زوجته سارة بين الكنعانيين، فإنه في هذا الأصحاح يرفض أن يأخذ زوجة لابنه من بناتهم. لقد كان أبو المؤمنين غريبًا، وكان شاهدًا، وكان منفصلاً عن المُحيطين به في أحزانه وأفراحه. لم يكن هذا الشرط الذي اشترطه إبراهيم شرطًا تعسفيًا، بل كان منطقيًا. فكيف لابن البركة أن يتزوج من بنات جنس ملعون؟ ففي حادثة واحدة سابقة نطق نوح بالبركة وباللعنة، وارتبطت البركة فيها بسام، واللعنة بكنعان ( تك 9: 25 ، 26)، فأي نصيب للمبارك مع الملعونين؟ وأية شركة لعائلة البركة مع نسل اللعنة؟ وإلى جانب العقل؛ أو تكميلاً له، كان هناك الإيمان من جانب الإنسان، والعناية الإلهية من جانب الله، ليواصلا مسيرة البحث عن الزوجة المناسبة. فليست الوسائل البشرية المتنوعة هي الوسائل المُثلى التي تُدِل الشاب على شريك الحياة المناسب، بل إنها العناية الإلهية نتيجة صلاة الإيمان، تلك العناية المتمثلة في قول إبراهيم للعبد «الرب يُرسل ملاكه أمامك» ( تك 24: 7 ). اذا استعمال العقل بالاشتراك مع القلب باختيار الشريك او الشريكة لهو امر مهم ويساهم في نجاح الزواج بشكل ملموس وبنسبة كبيرة طبعاً فالذي يزوج الاثنين ويباركهم الكاهن الاول وهو الرب يسوع فبدون ان ندعه يدخل ويسكن معنا سيكون من الصعب نيل السعادة الروحية اولاً وبعدها الارضية.
| |
|