في بعض الأحيان يتعلق الشاب أو الشابة بمرشده أو بمرشد آخر .
فكيف يجب أن يكون تصرف المرشد كي لا يصد هذا الإنسان وكي يبقيه بالقرب منه لكن بدون تعلق وبدون أن يؤدي ذلك إلى إقصائه بشكل فظ ؟)
التعلق الشديد بالمرشد مرده جزئياً إلى تفتيش المراهق عن هويته . مما يجعله يسلط على المرشد صورة مثالية يتعشقها ويسعى إلى التماهي بها . المراهق يتعشق في المرشد تلك الصورة المثالية عن نفسه التي يسعى إلى تحقيقها في حياته .
يمكن لهذا التعلق بالتالي أن يكون حافزاً للمراهق كي يرتقي وينمو . إنما ينبغي أن نحمي شخصيته من الذوبان في العلاقة مع المرشد . من هنا إن هذا التعلق ينبغي أن يرعى بحيث لا يصد , من جهة , فتضيع طاقة النمو التي يمثلها, ولا يترك له, من جهة أخرى مجال للتمادي المفرط.
من أجل حفظ هذا التعلق من الغلو, ينبغي :
1- أن يظهر المرشد بمظهر الإنسان الحقيقي , فيبدد بمجمل سلوكه الأسطورة المنسوجة حوله . من هنا ضرورة تعريف الفرقة بنفسه (نشأته, بيئته العائلية, وضعه المدرسي أو المهني, هواياته, نبذة عن حياته وعما صادفه ولا يزال يصادفه فيها من صعوبات ....)
وضرورة عيشه مع الفرقة (كأن يأكل ويشرب ويلعب ويشتغل معهم ) واعترافه ببساطة بهفواته وأخطائه .
2- أن يركز على اندماج كل عضو في الجماعة الفرقية , من حيث هي جماعة صداقية, متحابة, متداخلة, متعايشة, مما يوازن تعلق المراهق بالمرشد بتعلقه بأقرانه ويحول بالتالي دون تمادي التعلق الأول وتجاوزه للمعقول