كان رجل مسن يرقد في المستشفى وقد هرم جسده، ويزوره شاب
كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة، يساعده على أكل طعامه
والاغتسال، ويأخذه في جولة بحديقة المستشفى، ويساعده على
الاستلقاء، ثم يذهب بعد ان يطمئن عليه.
دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء وتتفقد حالته، وقالت له:
. الله يخلي لك ابنك الذي يزورك كل يوم.
نظر اليها المسن وقال:
هذا الشاب هو يتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه، رأيته مرة يبكي
بعدما توفي والده وهدأته
واشتريت له الحلوى، وتكررت الحالة عدة مرات، ولم احتك به
منذ ذلك الوقت. ولما علم بوحدتي أنا وزوجتي أخذ يزورنا كل يوم
ليتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي، فأخذ زوجتي الى منزله
وجاء بي الى المستشفى للعلاج، وعندما كنت أسأله
لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا؟
كان يبتسم ويقول:
مازال طعم الحلوى في فمي