شجرة التين * تينة البشر * فى الكتاب المقدس جــ 4

ذكرت شجره التين فى سفر القضاة الاصحاح 9 : 8 - 11

" مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا فقالت للزيتونة أملكي علينا . فقالت لها الزيتونة أاترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار . ثم قالت الأشجار للتينة تعالي أنت واملكي علينا . فقالت لها التينة أاترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار "

نلتقى بشجرة التين فى مواضع عديدة .. وفى كل مرة نتعلم درساً مختلفاً فمنذ أن خاط الإنسان أوراق التين ليغطى عريه ويعالج عقاب عصيانه للوصية .. بقيت شجرة التين مدرسة يتعلم عندها كل من يريد أن يستفيد ويأخذ الدروس والعبَر

ولنا عند شجرة التين أربعة لقاءات وهى :

1- عيون ترى حتى فى الخفاء
2- غـــش وخداع ورياء
3- تركيز ورفـــض للخيلاء
4- راحة فـى الرب واكتفاء

أولاً : عيون ترى حتى فى الخفاء

إذ تقابل الرب مع نثنائيل قال عنه : " هذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه فأجابه من أين تعرفنى ؟ ولم يدرك أنه قبلما صُوِّر فى البطن عرفه وقبلما خرج من الرحم قدسه ( أر 1 : 5 ) وجعله تلميذاً له. أجابه يسوع قبلما دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك وهذا يعنى حقائق كثيرة :
يقال أن أم نثنائيل خبأته وهو طفل تحت التينة من وجه جنود هيرودس الذين ذبحوا أطفال بيت لحم فنجا :
ويقال أنه فعل خطية ما تحت التينة فقال له ( رأيتك ) .
ويقال أنه كان يفحص الكتب المقدسة بحثاً عن خلاص نفسه ويصلى متضرعاً تحت التينة من أجل مجيء المسيا ..
وأراد الرب أن يذكر نثنائيل بأن أوراق التين لم تسـتر أبويـه الأولين [ آدم وحواء ] أما يسوع فهو حمل الله الذى يرفع خطية العالم .
كما أراد الرب أن يقول لنثنائيل أحترس أن تكون تينة ذات أوراق دون أثمار لئلا تنال لعنة .
فما أن قال له يسوع " وأنت تحت التينة رأيتك " حتى رأى نفسه أمام ذاك الذى عيـناه تخـترقان أستار الظلام " ويكشف العمائق من الظلام " ( أى 12 : 22 ) لأن عيناه كمصباحى نار ( دا 10 : 6 ) فرفع صوته قائلاً :

أنت ابن اللــه : وهـذا الإعـلان ليـس من لحم ودم بل من الآب ( مت 16 : 17 )
أنت ملك إسرائيل : وبذلك يعلن قبوله للمسيح ملك على حياته وعلى شعبه الذين لم يكن لهم ملك فى تلك الأيام . وإذ اعترف بابن الله وملكه على حياته حتى تمتع بعشرة الرب وصار من الآباء الرسل التلاميذ ..

ثانياً : غش وخـــــــــداع وريـــــــاء

محزن أمر هذه التينة .. إنها التينة الملعونة التى لم يجد الرب فيها إلا أوراق فقط فلعنها قائلاً : " لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد .. فيبست التينة في الحال " (مت 21 : 19) .. فمن خواص التين أن ثماره يظهر قبل أوراقه .. فإذ وجد الرب أوراق انتظر أن توجد الثمار .. لكنه للأسف لم يجد إلا كل خداع ورياء ومظهرية شكلية ..
وهذه التينة ترمز إلى كل متدين مظهرى .. الذين لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها (2تى 3 : 5) .. له ورق التين الخارجى الذى يجذب الناس منتظرين أن يجدوا فيه ثمراً .. لكنهم يكتشفوا أنهم قد انخدعوا بوجود ورق التقوى الذى لا يُشبع من الجوع ..
ولعل من أكثر آفات هذه الأيام هو مرض : المظهرية الشكلية .. وينطبق على هذه التينة قول الكتاب : " ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبوراً مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة " (مت 23 : 27)
أخى الحبيب .. تُرى ما هى الثمار التى تحملها داخلك وتريد أن تقدمها للرب تعبيراً لمحبتك له .. إن يوحـنا المعمدان يقول لنا : " اصنعوا ثماراً تليق بالتوبة .. " (لو 3 :

ثالثاً : تركيز ورفض للخــــــــيلاء

عظيمٌ هو أمر هذه التينة .. ففى المثل الذى ضربه يوثام .. أردت الأشجار أن تتوج هذه التينة عليها ملكة .. فرفضت أن تتباهى بالألقاب أو أن تسعى وراء الذات والكبرياء .. وقالت : " فقالت لها التينة أاترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار.. " (قض 9 : 11)
لقد رفضت هذه التينة العظيمة أن تقضى أيامها وسنينها فى الحكم على الأخرين .. فى النميمة ومسك السيرة .. تاركة حلاوتها وثمرها الطيب .. لذا قال سليمان الحكيم : " كممسك أذني كلب هكذا من يعبر ويتعرض لمشاجرة لا تعنيه " (أم 26 : 17)
ويؤكد معلمنا بطرس نفس الأمر بقوله : " فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شر أو متداخل في أمور غيره " (1بط 4 : 15)

رابعاً : راحة فى الــرب واكتفاء

قديماً كانوا يعتبرون جلوس كل إنسان تحت تينته من دلائل السلام والفلاح والراحة والترف .. لذا قال الكتاب : " بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون من يرعب لأن فم رب الجنود تكلم " (ميخا 4 : 4) .. نعم ، فالراحة الحقيقية من الرب وحده وفى الرب وحده .. فهو وحده الذى قال : " تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم .. " (مت 11 : 28) .
هل تجلس تحت تينة الفرح والهناء ؟ أم لازلت بعيداً تلهث وراء منابع الراحة المشققة التى لا تضبط ماءاً ؟؟
بل أن الراحة والفرح الحقيقى لا ينبع من الظروف المحيطة بنا ، بل ينبع من النبع الصادق الذى لا يتأثر بظروفى .. لذا لا يهم أين أنت .. بل الذى يهم هو كيف أنت .. لذا قال حبقوق : " فمع أنه لا يزهر التين ولا يكون حمل في الكروم يكذب عمل الزيتونة والحقول لا تصنع طعاما ينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر في المذاود .. فإني ابتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي .. " (حب 3 : 17 ، 18)

» شجرة الصفصاف * شجرة الاسر * فى الكتاب المقدس جــــ 2
» دروس من شجرة البلوط فى خلال الكتاب المقدس جــــ 1
» شجرة الرومان * رمانه الدر * فى الكتاب المقدس جـــ 3
» لعن شجرة التين فى بيت عنيا
» ما هو الكتاب المقدس؟