maro marmar العضو الملائكى
عدد المساهمات : 2854 نقاط : 7714 تاريخ التسجيل : 10/10/2010
| موضوع: صلاة التوبة للقديس افرام السريانى السبت أبريل 07, 2012 10:06 pm | |
| تحتل ھذه الصلاة مركزاً مھماً في الخدم الصيامية لأنھا تعدد جميع مقومات التوبة وتساعدنا على فحص توجھنا وھدفنا من الصوم. فھذا الھدف يجب أن يكون التحرر من بعض الأمراض الروحية الأساسية وبالمقابل طلب الفضائل. أول ھذه الأمراض ھو البطالة وھي ذلك الكسل الغريب الذي يقنعنا دائماً بأن التغيير غير ممكن وبالتالي يخلق لدينا حساً بأن الجھد الذي نقوم به ضائع وبھذا يسمم طاقتنا الروحية. ينتج عن البطالة الفضول وھو حالة اليأس عندما يستحيل على الإنسان أن يرى جيداً بإيجابية وھذا ما يرى فيه الآباء أعظم خطر على الروح. أما حب الرئاسة فھو ناتج عن البطالة واليأس اللذين إذ يفسدان موقفنا من الحياة يدفعاننا إلى طلب تعويض عن الفراغ في حياتنا وذلك من خلال موقف خاطئ من الآخرين. ھذا الموقف قد يكون سعياً إلى السيطرة عليھم أو لامبالاة نحوھم. ثم يأتي الكلام البطال. فالنطق يميّز الإنسان عن كل المخلوقات الأخرى ولھذا يرى الآباء في النطق ختماً للصورة الإلھية ولھذا قد تتحوّل ھذه الموھبة العظيمة إلى خطر عظيم إذا استسلم الإنسان للبطالة واليأس وحب الرئاسة. ھذه الأمور الأربعة ھي أمراض علينا التخلص منھا. أما ما علينا طلبه فھي أربع أيضاً: العفة والتواضع والصبر والمحبة. العفة ليست حصراً في الموضوع الجنسي، إنما ھي نقيض البطالة. إنھا تجميع كل طاقتنا التي تُھدر بالبطالة. أما التواضع فھو انتصار الحقيقة في داخلنا حتى نرى كل شيء كما ھو، جلال لله وحسنات الآخرين وسيئاتنا نحن. وينتج الصبر عن العفة والتواضع. الإنسان الساقط متسرع في الحكم والإدانة لأن معرفته ناقصة. الصبر مرتبط بالتسامح ولھذا ھو فضيلة إلھية. وبعد ھذا تأتي قمة الفضائل أي المحبة وھي غاية كل ممارسة روحية. أما الطلبة الختامية في صلاة التوبة فتجمع وتلخص ما طلبنا الانعتاق منه وما يرجو الحصول عليه. "ھب لي أن أعرف ذنوبي وعيوبي وألاّ أدين إخوتي". بمعنى آخر أنقذني من الكبرياء التي ھي منبع الشرور. لا يكفي أن نرى عيوبنا فقد يستغل المجرّب ھذا الأمر ليدفعنا إلى تقوى مشوھة لا تتعدى ظاھر الفضيلة. أما عندما لا ندين إخوتنا فعندھا نكون قد اكتسبنا فعلاً العفة والتواضع والصبر والمحبة. نقوم بھذه الصلاة مع سجدات. ھذا دليل على الارتباط الوثيق بين النفس والجسد. فالجسد يشارك النفس في تعبدھا ھنا على الأرض وھو سوف يشاركھا في تمجيدھا للرب في الحياة الآتية. لھذا نحن نكثر السجدات في الصوم ولنؤكد أيضاً أن الصوم ليس احتقاراً للجسد. كما أن الصلاة النقية ھي علامة توبة النفس وتواضعھا كذلك السجود ھو علامة توبة الجسد وتواضعه | |
|