+++السلام والنعمة "الراعى يحبك الراعى ينتظرك"+++
+++السلام والنعمة "الراعى يحبك الراعى ينتظرك"+++
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  الكتاب المقدسالكتاب المقدس  الكتاب مسموع و مقروءالكتاب مسموع و مقروء  تفسير الكتابتفسير الكتاب  مركز تحميل الصورمركز تحميل الصور  youtubeyoutube  جروب المنتدىجروب المنتدى  twittertwitter  rssrss  دخولدخول  

 

  الخوف والمحبة القديس أغسطينوس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
maro marmar
العضو الملائكى
العضو  الملائكى
maro marmar


عدد المساهمات : 2854
نقاط : 7714
تاريخ التسجيل : 10/10/2010

 الخوف والمحبة  القديس أغسطينوس  Empty
مُساهمةموضوع: الخوف والمحبة القديس أغسطينوس     الخوف والمحبة  القديس أغسطينوس  Icon_minitimeالجمعة أبريل 20, 2012 12:02 pm



"لا خوف في المحبة" (1 يو 4). ماذا نقول إذاً عن الذي بدأ يخاف من يوم الدينونة؟ إذا اكتملت فيه المحبة فلن يخاف. لأن المحبة الكاملة سوف تصنع براً كاملاً، ولن يكون عنده شيء يخاف منه، بل بالأحرى يتطلع ويشتاق أن تنتهي الخطية ويأتي ملكوت الله.


إذاً "لا خوف في المحبة" لكن في أي محبة؟

ليس في بداية المحبة. لكن في ماذا؟



في المحبة الكاملة، لأنه يقول: "المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج". ليكن الخوف إذاً في البداية، لأن "رأس الحكمة مخافة الله".


فالخوف - إذا جاز التعبير - يُمهِّد الطريق للمحبة. ولكن مجرد أن تملك المحبة وتسكن فإنها تطرد الخوف - الذي قد سبق ومهد لها الطريق. وبمقدار ما يزيد الواحد يقل الآخر. بمقدار ما تزداد المحبة في الداخل يطرد الخوف إلى الخارج:


محبة أكثر خوف أقل محبة أقل خوف أكثر.


لكن إن لم يوجد الخوف أولاً فلا سبيل لدخول المحبة، كما نرى في أثناء التطريز، أن الخيط يدخل بواسطة المخراز، وهكذا يدخل المخراز أولاً ولكن إن لم يخرج ثانية لا يمكن أن يدخل الخيط مكانه. هكذا الخوف يملأ العقل أولاً، لكنه لا يبقى هناك، لأنه دخل لكي يهيئ الطريق للمحبة لتسكن في الداخل. وهكذا حين يتملك عدم القلق والأمان في العقل، ما أعظم الفرح الذي يكون للإنسان سواء في هذا العالم أو في العالم الآتي! حتى هنا في هذا العالم من يقدر أن يؤذينا إذا كنا مملوئين من المحبة؟
أنظروا كيف يتهلل الرسول بهذه المحبة، ويقول: "من يفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم إضطهاد أم جوع أم عري أم خطر ام سيف؟" (رو Cool. والقديس بطرس يقول: "فمن يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير؟" (1 بط 3).


"لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج". الإحساس بالخطية يعذب القلب، فالتبرير لم يتم في الإنسان بعد. هناك ما يوخز ويبكت في الداخل. ماذا يقول المزمور عن هذا البر الكامل: "حولت نوحي إلى فرح لي، مزَّقت مسحي ومنطقتني سروراً، لكي يرتل لك مجدي ولا يحزن قلبي" (مز 30). ما معنى قوله "ولا يحزن قلبي"؟ معناه أنه لا يوجد ما ينخس ضميري. الخوف ينخس. لكن لا تخافوا فالمحبة تدخل وتشفي الجرح الذي صنعه الخوف.

خوف الله يجرح مثلما يفعل مشرط الجراح. المشرط يُخرج الصديد، ويبدو أنه وقد جعل الجرح يتسع. أنتبهوا، عندما كان الصديد داخل الجسم، كان الجرح يبدو صغيراً، لكنه خطر. وحين استخدم مشرط الجراح صار الجرح يؤلم أكثر مما كان قبل ذلك. عندما بدأ العلاج صار الجرح يؤلم أكثر من ذي قبل حين كان مهملاً بلا علاج، صار يؤلم أكثر باستعمال الدواء حتى حين يتم الشفاء يختفي الألم تماماً. إذاً دعوا الخوف يملأ قلوبكم حتى يُدخل إليها المحبة، ليتبع أثر الجرح (ندبة) مشرط الجراح. فقط سلموا أنفسكم إلى يد ذاك الطبيب الحقيقي، الذي لا تظهر معه حتى أي من الندبات (أو آثار للجرح). لأنه إن لم يكن لكم خوف لا يمكن أن تتبرروا. وهذا هو ما نطق به الكتاب المقدس: "الذي بلا مخافة لا يمكن أن يبرر" (سي 1). نحتاج إذاً أن يدخل الخوف أولاً ومن خلاله تأتي المحبة. الخوف هو العلاج والمحبة هي العافية والشفاء. من يخاف فلم يتكمل في المحبة. لماذا؟ "لأن الخوف له عذاب"، تماماً مثل سكينة الجراح التي تسبب العذاب.

ولكن، توجد آية أخرى تبدو متعارضة مع هذه الآية، إن لم تفهم جيداً. إذ يقول في المزمور: "خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد" (مز 19). الآية تظهر لنا نوع من الخوف، أبدي لكن نقي. هل هذه الرسالة (يوحنا الأولى) تتناقض مع هذا النبي الذي يتكلم عن الخوف الأبدي، حينما تقول: "لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج"؟

دعونا نقترب من الوحي هنا وهناك. الروح واحد بالرغم من أنهما سفران، فمان ولسانان. لأن هذا قيل بفم داود والاخر قيل بفم يوحنا، لكن لا تفترضوا أنه روح آخر. إذا كان إنسان واحد يستطيع أن ينفخ في مزمار مزدوج ليعطي نغمة واحدة، ألا يستطيع روح واحد أن يملأ قلبين ويحرك لسانين؟! وإذا كانت نفخة واحدة من مزمار مزدوج تعطي صوتاً في إنسجام، أيمكن للسانين مملوئين بروح الله، أن يصنعا صوتاً في نشاز؟! لا بل هناك إنسجام، هناك إتفاق، لكنه يستلزم من له القدرة على السمع. روح الله هنا قد ألهم وحرك قلبين، فمين، لسانين. وسمعنا من لسان : "لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج"، وسمعنا من الاخر: "خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد".


ما هذا؟ هل هناك تنافر ونشاز؟ لا بل استمع جيداً، وانتبه للنغم. إذ ليس بلا سبب أضاف كلمة "نقي" هنا ولم يضفها هناك، لأنه يوجد خوف "نقي" وخوف آخر لا يدعى نقياً. دعونا نميّز إذاً الفرق بين هذين النوعين من الخوف، حتى نفهم إنسجام واتفاق صوت المزمار. كيف نفهم؟ وكيف نُفرق؟ لننتبه يا أحبائي.

يوجد أناس يخافون الله - على وجه التحديد - لئلا يلقوا في الجحيم، خشية أن يحترقوا مع الشيطان في النار الأبدية. هذا هو الخوف الذي يتقدم المحبة ولكن لابد أن يطرد إلى خارج بعد ذلك. لأنه إن كنت مازلت تخاف الله بسبب العقاب، فأنت لم تصل بعد إلى محبته. أنت لا ترغب بعد في الأمور الصالحة، لكنك تتجنب الأمور الشريرة. وبكونك تبتعد عن الأمور الشريرة، فأنت تصلح من ذاتك، ومن ثم تبدأ في أن ترغب الأمور الصالحة. وعندما ترغب في الأمور الصالحة يتولد في داخلك خوف نقي.


وما هو هذا الخوف النقي؟
أنه الخوف من فقدان الأمور الصالحة نفسها.


لننتبه، مخافة الله خشية أن يرسلك إلى الجحيم مع الشيطان، هذا شيء، ومخافة الله خشية أن ينسحب منك، فهذا شيء آخر.


الخوف الذي تخشون به الطرح في الجحيم مع الشيطان ليس هو خوفاً نقياً، لأنه غير صادر من محبة الله بل من خشية العقاب. لكن حين تخافون الله لئلا يتوارى حضوره عنكم ويرحل، فانكم تعانقونه حباً، وترغبون في التمتع به.


نستطيع أن نفرق بين هذين النوعين من الخوف - النوع الذي تطرحه المحبة إلى خارج والنوع النقي الذي يثبت إلى الأبد - بصورة أفضل، بأن يعطيكم لذلك تشبيهاً بأمرأتين متزوجتين. إحداهما لا تمانع من إرتكاب الزنى لتجد متعة في الشهوة والخطية ولكنها تمتنع عن ذلك خشية أن يدينها زوجها. أنها تخاف زوجها ولكن ليس لأنها تكره الخطية. بالنسبة لهذه المرأة، حضور الزوج ليس بالأمر المفرح بل على العكس يسبب لها ضيقاً. وهكذا إذا اختارت أن تعيش في الخطية فهي تخشى أن يعود زوجها فيراها، هذه المرأة تشبه أولئك الذين يخافون من قدوم يوم الدينونة.


أما المرأة الثانية فهي تحب زوجها، وتعانقه بكل أمانة، وتمتنع عن أن تلوث نفسها بالخطية. أنها ترغب باستمرار في حضور زوجها وبقائه معها.


كيف يمكننا أن نفرَّق بين هذين النوعين من الخوف؟


المرأة الأولى تخاف، والثانية أيضاً تخاف.
لنسأل الأولى: هل تخافي رجلك؟ إنها تجيب "نعم أخافه"
ولنسأل الثانية: هل تخافي رجلك؟ إنها أيضاً تجيب "نعم أخافه"


هكذا الإجابة واحدة، ولكن القصد والتوجه مختلف.



لنسألهما: لماذا؟

الأولى تقول: "أخاف لئلا يأتي زوجي إليَّ"
والأخرى تقول"أخاف لئلا يبعد زوجي عني"


الأولى تقول "أنني أخشى الملامة والإدانة"
والثانية تقول: "أنني أخشى الحرمان والهجر منه".


أجعلوا هذا التشبيه في عقولكم وأنتم تدركون الخوف الذي تطرحه المحبة إلى خارج والخوف الآخر النقي الذي يبقى إلى الأبد.


لنتكلم أولاً إلى أولئك الذين يخافون الله بإسلوب المرأة التي تجد لذة في الخطية، التي تخاف من زوجها لئلا يدينها، لمثل هؤلاء دعونا نتكلم أولاً:


أيتها النفس التي تخافين الله خشية من الدينونة، تماماً مثل خوف المرأة التي تتلذذ بالخطية ولكنها تخشى دينونة زوجها. أيتها النفس أنك تشمئزين من هذه المرأة. ليتك تشمئزين من ذاتك أنت أيضاً. لو لك زوجة هل تحبِ أن تخافك بهذه الطريقة؟ وأن تمتنع زوجتك عن الخطية فقط بسبب ثقل الخوف وليس بسبب بشاعة الخطية؟ ألا ترغب في نقاوتها بحيث تكون في محبة كاملة لك وليس في خوف منك؟ أظهر ذاتك هكذا لله كما تريد زوجتك بالنسبة لك. وحتى إذا لم يكن لك زوجة وترغب في الاقتران بواحدة هل تريدها من هذا النوع؟ ماذا نقول يا أخوتي؟ هذه المرأة تخاف زوجها بسبب أنها تخشى إدانته لها. ربما تمتنع عن الخطية لئلا يعرف زوجها بطريقة أو بأخرى فيحرمها نور حياتها الوقتية. ومن المحتمل أيضاً أن يُخدع الزوج فهو أيضاً بشر مثلها. هي تخاف من زوجها، وأنت لا تخاف وجه زوجك (الرب) الذي هو على الدوام فوقك؟ "وجه الرب ضد فاعلي الشر" (مز 34). إن هذه المرأة تستغل غياب زوجها، وربما تضرم بلذة الخطية، ولكنها مع ذلك تقول نفسها بأنها لن تفعل ذلك لأنه وإن كان غائباً إلا أنه من الصعب عدم معرفته ذلك بطريقة أو بأخرى. إنها تكبح نفسها لئلا تفتضح عند إنسان، الذي من الممكن ألا يعرف هذا ومن الممكن أن يخدع فيحترم امرأة شريرة على أنها امرأة صالحة، ويقدرها على أنها نقية وهي خاطئة. وأنتم ألا تخافون من عيني ذاك الذي لا يمكن أن يخدعه أحد؟! ألا تخافون من حضور ذاك الحال في كل مكان؟


صلوا وتضرعوا إلى الله لكي ينظر إليكم، وأن يحول وجهه عن خطاياكم، "أصرف وجهك عن خطاياي" (مز 51)، ولكن كيف تستحقون أن يصرف وجهه عن خطاياكم إذا لم تصرفوا أنتم أنفسكم وجوهكم عن خطاياكم؟ لأن نفس الصوت يقول في المزمور "لأنني عارف بإثمي وخطيتي أمامي في كل حين" (مز 51). أعترفوا بخطاياكم وهو يغفر لكم.


لقد تحدثنا إلى النفس التي لها الخوف الذي لا يبقى إلى الأبد، بل الذي تطرحه المحبة إلى خارج. والآن نتحدث إلى الذين لهم الخوف النقي الذي يبقى إلى الأبد. هل تعتقدون أننا بسهولة نجد مثل هذه النفس؟ هل تعتقدون أنها في وسط هذا الجمع؟ هل هي في هذه الكنيسة؟ هل تظنون أنها هنا على الأرض؟ نعم لا يمكن ألا أن تكون هنا ولكنها فقط مختفية. لأنه الآن فصل الشتاء والحياة مختفية داخل الجذور. ربما نجد أذني هذه النفس. لكن أينما تكن هذه النفس، عندما أعثر عليها، سوف أعيرها أنا أذني بدلاً من أن تعيرني هي أذنها! سوف أتعلم منها بدلاً من أن تتعلم هي مني. أيتها النفس القديسة، أيتها النفس المتقدة بالنار، التي المشتاقة إلى ملكوت الله. إن هذه النفس لست أنا الذي أتحدث معها بل يخاطبها الله ذاته، أنه يعزيها وهي تحتمل حياتها في هذا العالم بصبر قائلاً:


"أعرف أنك الآن ترغبين في مجيئي إليك، أعرف أنك تشتاقين الآن أن آتي إليك. أعرف أنك تنتظري مجيئي الثاني بثقة، أعرف أن الانتظار يمثل حمل عليكِ ولكن مع ذلك أنتظري، وأحتملي. أنا آتي إليك، أنا آتي سريعا"


ولكن بالنسبة للنفس المحبة، فإن الوقت يمر ببطئ. لنسمعها تغني - كالسوسنة بين الشوك - وهي تقول: "لك يارب أرنم. أتعقل في طريق كامل: متى تأتي إليَّ" (مز 101). في طريق الكاملين هي لا تخاف، لأن "المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج"، وحين تعانقه يكون خوفها خوف الكاملين الذين يعيشون في أمان. ولكن بما تخاف؟ أنها تحتاط وتأخذ حذرها من ضعفاتها الخاصة لكي لا تخطئ ثانية، ليس خشية من أن تطرح في النار، بل خشية من تخلية الله عنها وهجره لها. أنه "خوف نقي يبقى إلى الأبد" (مز 19).


هكذا سمعنا المزمارين يعزفان نغماً واحداً في إنسجام. الواحد يتكلم عن الخوف الذي تخافه النفس لئلا تدان، والآخر عن الخوف الذي تخافه النفس لئلا تُهجَّر. الأول خوف تطرحه المحبة إلى خارج، والآخر خوف يبقى إلى الأبد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخوف والمحبة القديس أغسطينوس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير العهد الجديد كاملا * القديس أغسطينوس *
» أقوال القديس أغسطينوس عن الله فردوس نفسي
» احمنى يا رب من الخوف
» القديس بافنوتيوس المتوحد (الأنبا بفنوتيوس تلميذ القديس مكاريوس الكبير)
» مخافة الله‏..‏ وروحانية الخوف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى القديسيين والقديسات :: اقوال الأباء والقدسيين-
انتقل الى: