جمع يسوع تلاميذه حوله وتلمذهم تحت يديه عاشوا معه يرون بأعينهم ويسمعون بآذانهم ويلمسون بأيديهم
يرون فيه ابن الله الوحيد خالق الأعين للعمى من بطون أمهاتهم يرونه صاحب سلطان شخصي على الطبيعة وعلى الملائكة و يتلمسون حبه وحنانه العجيب.
يرون اموراً مدهشة تؤكد وتؤكد بدون ادني شك من هو؟ وما هي رسالته؟ وما هو طريقه؟ إنه ابن الخالق جاء ليفدي الخطاة سالكاً طريق الصليب . لكنهم كبشر كثيراً ما كانوا يضعفون في إيمانهم من جهته بسبب ضعفهم هم:
+ فبعدما رأوه يأمر الحمي فتخرج من حماة سمعان للحال (مت14:
تجدهم يخافون من الهلاك بينما يسوع نائم في وسطهم لهذا وبخهم قائلاً (ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان) "مت26:8".
ومرة أخري عندما رأوه ماشياً على البحر في وسط اضطراب الأمواج خافوا منه إذ حسبوه خيالاً.
ومرة أخري خافوا على يسوع وعلى نفوسهم قائلين يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضاً إلي هناك) "يو8:11".
وفيلبس يقول له (أرنا الأب وكفانا) يو8:14".
وبطرس يقف في طريق الصليب قائلاً له (حشاك) .
والتلاميذ تراءى لهم كلام المريمات عن قيامة الرب من بين الأموات (كالهذيان) ولم يصدقوهن "لو24:11". وتوما يشك في شخص الرب القائم.
وتلميذا عمواس في حديثهما مع الرب القائم يقولان له ونحن كنا نرجو انه هو المزمع أن يفدي ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك بل بعض النسوة منا خبرتنا إذ كنا باكراً عند القبر ولما لم يجدن جسده أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا أنه حي) لو24:21-23".
ففي وجوده معهم بالجسد رغم كل أعماله العظيمة التي صنعت قدامهم لكنهم كانوا سرعان ما يخورون ويضعفون في إيمانهم به...
لهذا فإن الرب في محبته قبل أن يبقي معهم أربعين يوماً يتردد عليهم وليس كما كان سابقاً في ملازمتهم بالجسد وهو في هذا يريد أن يجعل تعلقهم به تعلقاً إيمانياً حتى وإن لم يروه بالجسد يلزمهم أن يؤمنوا به كإله متأنس...
وحتى في نهاية الأربعين يوماً قبيل صعوده (وبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم "مز16:14". وإذا ارتفع صعد لكنه بلاهوته لم يفارقهم قط.
وإذا ارتفع وبخهم على عدم إيمانهم وأرسل لهم الروح القدس الذي يحل فيهم فيذكرهم بكل ما قاله لهم ويكشف لهم الطريق ويعزيهم ويجذبهم ويعمل فيهم في حياتهم وفي الكرازة والشهادة للرب المصلوب القائم من بين الأموات.