تحتاج الشتيمة فى علاجها إلى أقتناع فكرى بخطأها وقبحها وأثرها السئ والى حياة روحية عامة يحياها الإنسان.
فالشتيمة كثيرآ ما تصدر من إنفعال غضبى , ومقابلتها بشتيمة مماثلة, يزيد هوة الخلاف وحدة البغضة بين المتشاتمين .
أنها كالنار التى تزداد إشتعالآ وترتفع ألسنتها كلما ألقى إليها وقود جديد.
فحينما تواجه بالشتيمة قابلها بالوداعة والهدوء , فهما كالماء التى تطفئ النيران المتأججة . تشبه بمعلمك ,فتطفئ " الجواب اللين يصرف الغضب , والكلام الموجع يهيج السخط " ( أم 15 : 1 ).
واذا استطعت أن تضبط ذاتك فى موقف اهانة أو شتيمة وجهت اليك , فلا تصغر نفسك فى عينيك ولا تعتبر ذلك ضعفآ ومذلة , بل عن قوة ونصرة , فالحكيم يقول:
" البطئ الغضب خير من الجبار , ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة " ( أم 16 : 32 ).
وكعلاج الشتيمة يتطلب الأمر حياة روحية عامة
لان الشتيمة ليست خطية قائمة بذاتها , وإلا لهان الأمر ولا مكن الجهاد ضدها , لكنها تعبير عن خطايا أخرى كالغضب الذى هو بدوره مظهر لاوجاع أخرى كامنة فى الانسان كد والحسد والبغضة...الخ و هذه الأخرى صادرة عن قلة الحب .ولذا علينا أن نعالج الداء من أساسه.
أما اذا كانت الشتيمة من النوع الذى تعود عليه اللسان وأصبحت ترد فى سياق الحديث المألوف , فالأمر يتطلب تدقيقآ ومحاسبة النفس مساء كل يوم , كنوع من التدريب على ضبط اللسان ضد هذه الخطية.
هذا اذا كان الانسان يجاهد من أجل حياة روحية مقدسة.
وكأمور تساعد على الاقلاع عن هذه الخطية,
الصلاة الى الله والطلبة من أجل هذا الامر , لكى يعطى الرب المعونة اللازمة . وعلى الانسان المهزوم من هذه الناحية أن يدرس الظروف التى يرتكب فيها مثل هذه الخطية , حتى اذا ما اقتربت هذه الظروف انتبه الى الحتراس من هذه الخطايا .
كان يلاحظ مثلآ أنه يشتم حين يمزح مع اخوانه , أو حين يمزحون معه مستعملين الشتيمة , فينزلق الى استعمالها .
وحينئذ يبدى اهتمامآ خاصآ بهذه المواقف.
ولاشك انه عن طريق محاسبة نفسه وتدريبها سيصل فى النهاية - بنعمة الله - الى الاقلاع عنها, واحلال الكلمات الجيدة محلها.