لمـــاذا نصـــلي عـــلي المـــوتــي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأن يوم الدينونة العامة لم يأت بعد .
ذلك اليوم الذي قال عنه القديس يوحنا الرائي في سفر الرؤيا " ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله . وانفتحت أسفار بحسب أعمالهم " ( رؤ20 : 2 ) .
يوم الدينونة لم يأت بعد . وأرواح الموتي في مكان انتظار ، تحب أن تكون مسترثيحة . وكما يقول الكتاب إن " أعمالهم تتبعهم " ( أع14 : 13 ) . طبعاً هناك نفوس مطمئنة جداً ، بينما نفوس أخري تحتاج إن تطمئن . وربما تتساءل : هل غفر الله لي تلك الخطايا ؟ هل أنا تبت قبل الموت توبة حقيقية ؟ وهل قبل الله توبتي ؟
نحن نصلي من أجل هذه النفوس أن يريحها الله في مكان الإنتظار .
نطلب لها النياح أي الراحة . نطلب أن ينيح الله نوسفهم في فردوس النعيم ، أي يريح تلك النفوس ويطمئنها على مصيرها ، ولا تكون قلقة تتعبها صور خطاياها التي تتعبها . طبعاً الخطايا التي تاب عنها الإنسان يمحوها الله ، ولا يعود يذكرها . ولهذا نقول عن هؤلاء التائبيين " طوبي للذي غفر إثمه وسترت خطيته . طوبي للإنسان الذي لا يحسب له الرب خطية " ( مز32 : 1 ، 2 ) ( رو4 : 7 ، 8 ) .
نصلي أن الرب لا يحسب لهم خطاياهم ، فلا تتبعهم وتتعبهم .
لذلك عندما نطلب لأرواحهم نياحاً ، إنما نطلب راحة لنفوسهم وأفكارهم ومشاعرهم ، وأطمئناناً ، وعلى الحكم الذي سوف يسمعونه من فم الله يوم الدينونة .
"من سنـوات مع أسئله الناس للبابا شنودة الثالث"†__†