نتذكر فى عيد الرسل ، خدمتهم النارية ( الحماسية ) ، المملوءة بالنجاح بسبب مواهب وثمار الروح القدس العامل فيهم ( غل 5 : 22 – 23 ) واستطاعوا – بنعمة الله – أن ينشروا الإيمان ، فى قارات العالم القديم ، فى زمن قياسى ، لا يتعدى الثلاثين عاماً ، بعد قيامة رب المجد ، رغم انهم كانوا حفنة قليلة ، مع الوضع فى الاعتبار صعوبة الخدمة ، فى عالم وثنى متمسك بوثنيته ، ونجاسته ، واضطهاده الشديد للكنيسة الأولى ، وبعد اضطهاد وظلم اليهود الشديد للمؤمنين الأوائل !! .
وكان الرب قد أختار الرسل " الأثنى عشر " ، وحدد لهم مبادئ التلمذة ، على أساس أن يكرزوا قائلين : " قد أقترب ملكوت السموات " ( مت 10 : 7 ) ، وأن يشفوا المرضى ، وأن يخدموا مجاناً ، ولا يحملوا مالاً وملابساً ، أى عدم أهتمام الخدام بالماديات .
وأعلن لهم أن الخدمة ليست مفروشة بالورود ، بل سيكونون كحملان وسط ذئاب ، لذلك يجب أن يتحلوا بالحكمة ، وسوف يدافع الرب يسوع عنهم ضد قساة القلوب .
وطلب أن تكون محبة الرب من كل القلب ، وأكثر من محبة الأهل والمال ، حتى تنجح الخدمة ، وتثمر ربحاً للنفوس .
وضرورة حمل " صليبه " بأستمرار ، وبفرح وشكر ، وسيتم تعويضهم جيداً فى السماء ( مت 10 ) .
وأكد لهم على أهمية قبول المخدومين للتوبة ، وان الذى يسمع منهم كأنه قد سمع من المسيح ذاته ، لأن الروح القدس هو المتكلم فيهم .
ولما نجحت خدمتهم ، أعلن لهم المخلص أن يفرحوا فعلاً ، لأن أسمائهم قد كُتبت فى سفر الحياة الأبدية ، وهو مشتهى كل آمال المؤمن الحقيقى ( لو 10 : 1- 20 ) .
ويذكر الكتاب المقدس مدى فرح القديسين " بولس وسيلا " بالحبس ظلماً فى سجن فيلبى ، ولم يتأثرا بالزلزال ، بل ظلا يرنمان إلى أن جاء السجان ، وآمن بالمسيح بقدوتهما ( أع 16 : 23 34 ) .
ليتنا نتمثل بالرسل والتلاميذ ، ونتجند لخدمة الرب ، وخدمته بحب ، فنكون معه وهو معنا ، حسب وعوده الحقيقية ، لكى ننال السعادة المؤكدة .