إذا احاطت بك تجربة أو ضيقة ، فلا تضطرب ، ولا يملك عليك الحزن أو الضجر فما أسهل أن تجوز الضيقة فى سلام قلبى وهدوء نفسى ، إن تذكرت العبارات الثلاث الآتية ، فى عمق وفى إيمان :
ربنا موجود – كله للخير – أنتظر الرب
- شعورك بأن الله موجود يطمئنك من جهة أنك لست واقفا وحدك فهناك من يسندك ، الله الذى قال لنا إنه حتى شعور رؤوسنا جميعها محصاة ( مت 10 : 30 ) الله الذى يحبك ويدافع عنك ، ولا يسمح أن يسلمك لأعدائك قال الكتاب :
" الرب يقاتل عنكم ، وأنتم تصمتون " ( خر 14 : 14 )
فمهما أحاطت بك الضيقات ، اطمئن وقل فى نفسك : ( ربنا موجود ) إن كان عدوى قويا ، فالله أقوى منه وإن كان الموضوع معقدا ، فالله قادر أن يحل كل مشكلة
( غير المستطاع عند الناس ، مستطاع عند الله ) ( لو 18 : 27 )
ضع الله بينك وبين الضيقة ، فتختفى الضيقة ويبقى الله المحب ولا تضع الضيقة بينك وبين الله ، لئلا تختفى عنك المعونة الإلهية ، وتبقى الضيقة أمامك ، فتشكو وتتذمر
يطمئنك أيضا أن تقول لنفسك وسط الضيقة : ( كله للخير )
يوسف الصديق باعه اخوته كعبد ، ثم لفقت له امرأة فوطيفار تهمة باطلة والقى فى السجن ومع ذلك آل كل ذلك إلى الخير هم قصدوا به شرا ، والله قصد به خيرا ، فحول الشر إلى خير حقا يشجعنا هنا قول الرسول :
( كل الأشياء تعمل معا للخير ، للذين يحبون الله ) ( رو 8 : 28 )
كم من ضيقات كانت نتيجتها خيرا فعش بالرجاء والإيمان ، فى هذا الخير المقبل ، وليس فى الضيقة الحاضرة
صل إلى الله أن يكون معك ويقويك وإن تأخرت الأستجابة ، لا تتضايق ولا تفقد سلامك يعزيك قول المزمور :
( أنتظر الرب تقو وليتشدد قلبك ، وانتظر الرب ) ( مز 27 : 4 )
قد يبدو أن الله تأخر ، ولكنه لابد سيأتى ، ولو فى الهزيع الأخير من الليل ، فانتظره بقلب قوى
احتمال الضيقة فضيلة كبيرة وأكبر منها الفرح فى الضيقة