الناس يقولون لا نريد وعظاً !!

«ويل للمفتكرين بالبطل، والصانعين الشر على مضاجعهم. في نور الصباح يفعلونه لأنه في قدرة يدهم» (ميخا 1:3 – 13).
تسخير البشر واستغلالهم يجلب الكراهية ويهدم المبادئ. كشف أحد البرامج التليفزيونية الهادفة في إنجلترا أسرار الانحلال الخلقي وجرائم الجنس التي كانت تتم في الخفاء في العصر الفيكتوري. فلقد سخرت طبقة الأغنياء الملايين من الفقراء ودفعت النساء إلى الرذيلة، والأطفال إلى العمل تحت ظروف قاسية ومعاملات وحشية. وكما توجد الكثير من المظاهر السيئة في القرن العشرين، كذلك كانت إسرائيل في زمن ميخا النبي.
وفي هذا الإصحاح نجد السحر والاستغلال، السرقة والعنف في كل مكان (عدد 2) الجنود العائدون انتزعوا ثيابهم (عدد وكانوا يقذفون بالنساء والأطفال إلى الطرقات (9). وقد كان كبار القوم هم الذين دبروا كل هذه الشرور (عدد 1) وكانوا يخدعون ضمائرهم بترديد كلمات النبي (عدد 6، 7، 11) ولكن صوت الحق لا يمكنه السكوت (8 – 10).
وما أحوجنا اليوم إلى أمثال ميخا ليس فقط بين الوعاظ والرعاة. فنحن في حاجة إلى أصوات عالية من عامة الناس، من الكتاب ورجال الإعلام لمناقشة مشاكل الإنسانية والحرية كالتمييز العنصري والتعصب والتفرقة ودعاية الجنس وترويج المخدرات. وإن شعرنا بأن صوتنا لا يصل إلى المستوى الجماهيري المطلوب فلنكتفي بالمجتمعات المحيطة بنا كالكنائس، أو دعوة رجال السينما وأفلام الفيديو وبعض المسئولين وغيرهم.
الله يدعونا إلى العمل الجاد إلى قبول هؤلاء الذين يستجيبون للنداء (عدد 12، 13) كما كان الرجاء أمام إسرائيل كذلك أيضاً بالنسبة لنا.
صلاة: نشكرك يا رب من أجل هؤلاء المهتمين بالإصلاح عن طريق النشر أو التعليم امنحهم نعمة الإقناع وامنح شعبك الأذن الصاغية والقلب التائب آمين.