maro marmar العضو الملائكى
عدد المساهمات : 2854 نقاط : 7714 تاريخ التسجيل : 10/10/2010
| موضوع: مفهوم العبادة فى العهد الجديد الإثنين يوليو 04, 2011 1:36 pm | |
| فى كل الأديان العبادة هى حركة من الإنسان تجاه الخالق الذى يعبده، أياً كان نوعها أو طبيعتها! الإنسان أياً كان، أينما يوجد، يبحث عن الله! عبادتنا هى رد فعل لمحبة الله واستجابة لدعوته لنا، لأن الله هو الذى يسعى نحو الإنسان. وهذا هو معنى المحبة، "فمن علامات المحبة أن يسعى المحب نحو المحبوب، ولأن الإنسان محبوب عند الله، هكذا فإنه يتحرك إليه فالله هو الذى بدأ معنا، عندما ابتعدنا جاءنا، وعندما اختبأنا بحث عنا.. وعندما أصلى أسمعه يطمئننى قائلاً: "أنا واقف على الباب وأقرع"..أحياناً تكون خطة الشيطان هى اشعارنا أنه طالما بعدنا، فنحن لا نستطيع العودة لأن الله تركنا حتى إحساس الضعف وشعورى أنى لا أستحق يعتبر استجابة لعمل الله معى.. كل العهد القديم هو محاولة من الله لكى يكلم الإنسان.. فالله يبحث عن استجابة الإيمان "بدون إيمان لا يمكن ارضاؤه" (عب 6:11).. والإيمان هو قمة المحبة، هو الاستجابة المعلنة لمحبة الله.. "معنى الإيمان ببساطة أن أقول لربنا أن قبلت محبتك وأبوتك بلا تحفظ، وجاى عشان أخط حياتى بين أيديك". الشخص الوحيد الذى تحققت فيه وعود ربنا فى العهد القديم هو إبراهيم استغنى عن كل شئ ووضع حياته بين يدى الله.. هو الوحيد الذى صدق أن ربنا يحبه!! ومن هنا يرى بولس الرسول أن كل إنسان قوى الإيمان هو ابن إبراهيم.. (عب 11) بالإيمان صار له (لإبراهيم) نسل أكثر من نجوم السماء ورمل البحر .
النموذج الكامل للإيمان بخضوع لمشيئته الله وتنفيذ كامل لإرادته بلا تحفظ وتسليم للذات لم يتحقق إلا فى شخص السيد المسيح بصورة كاملة لا نهائية! (مز 1:40). "هأنذا أجئ فى درج الكتاب مكتوب عنى لأفعل مشيئتك يا الله" (عب 7:10).
"هأنذا أجئ لأفعل مشيئتك يا الله ينزع الأول لكى يثبت الثانى" (عب 9:10).
"لأنى لا أطلب مشيئتى بل مشيئة الآب الذى أرسلنى" (يو 30:5).
جاء السيد المسيح له المجد لكى يقدم التسليم الكامل، والخضوع الكامل علامة الإيمان الكامل. والسيد المسيح هو الوحيد الذى "فيه النعم وفيه الآمين" "لأن مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النعم وفيه الآمين لمجد الله بواسطتنا" (2كو 20:1).
"الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلما فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه الذى جعله وارثاً لكل شئ، الذى به أيضاً عمل العالمين" (عب 1:1-2). فى السيد المسيح الكلمة نصل إلى علاقة حب.. فى شخصه نشترك، أو نجد طريقنا للاشتراك فى حياة الله! "أم البار فبالإيمان يحيا" (رو 17:1، عب 38:10، غل 11:3) إلى الأبد يسمى الرب ذاته باسم إله إبراهيم.. أما الخطية فهى انفصال عن الله..
"بذبيحة وتقدمة لم تسر.. أذنى فتحت. محرقة وذبيحة لم تتطلب حينئذ قلت هانذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عنى. أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررت وشريعتك فى وسط أحشائى"..
"أذنى فتحت" أو "أذنى تخرمت" تعبير عن الخضوع الكامل من السيد المسيح لحسابنا!! فالعبد فى سنة اليوبيل من حقه أن يتحرر.. أما بسبب حبه العميق لسيده فإنه يقبل أن تتخرم أذناه.. تصر الكنيسة أن تختتم كل صلواتها بعبارة "بالمسيح يسوع ربنا.. آمين" العبادة ليست محاولة من الإنسان للاقتراب أكثر من الله، لكنها اشتراك فى حياة الله.. بشخص ربنا يسوع المسيح..
ونعبر عن هذا فى القداس بقولنا: "نقدم لك قرابينك من الذى لك" (أى من الذى قدمته.. من حياتك التى سبق فقدمتها لنا.. فالمقصود ليس المعنى البسيط أن الخبز والخمر هما من خير الله، ولكن أيضاً، أن التقدمة المقبولة قدامك يارب هى المقبولة من السيد المسيح. لأجل هذا نضع حياتنا بين يديك).. (فى 5:2-11) تسبحة بولس: "فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضاً. الذى إذ كان فى صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله.. لكنه أخلى نفسه أخذاً صورة عبد. صائراً فى شبه الناس. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت. موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم. لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب المجد الله الآب".
رأس مالنا الذى نتقدم به أمام الله القدوس وهو طاعة السيد المسيح فى طبيعتنا: والإيمان بالله كما سبق وعرفناه هو القبول والتصديق لأبوة الله، محبته ووعوده لنا.. فكيف نقف أمام الله نقدم كل ذلك بدون الأسرار؟؟ ففى الأسرار نأخذ ونعطى!! "ماذا أزد للرب من أجل كل حسناته إلىّ. كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو".. وعندما أقترب من ربنا فى شخص السيد المسيح أجد نفسى أخذ.. لأن ما أقدمه لا أملكه!! الأسرار تحقق معنى العبادة إذ أنها استجابة لمحبة الله فى شخص ربنا يسوع المسيح والأسرار أيضاً هى فرصة لانسكاب نعمة السيد المسيح على الإنسان.
فالليتورجيا العامة (القداس - التسبحة..) أو الخاصة (صلاتك الشخصية - تأملك...) فرصة كى تنساب نعم الله إليك.. من المعمودية، للاحتفالات، للقداسات.. الله الآب يعطينا كل شئ بالسيد المسيح فى الروح القدس "ذاك يأخذ مما لى ويعطيكم.." بذلك القداس ليس جهداً أن نقدم من ذاتك لربنا، إنما هو فرصة لعمل الله فيك، يعطيك، يغيرك.. فالأسرار كذلك هى وسائط لتغيير الإنسان، وهذه الأمور لا ينفع فيها جهد الإنسان اطلاقاً (فلو كان ينفع لما جاء السيد المسيح!).
نحن نؤمن أن الله لا يعطينا بركات منه، لكنه يعطينا ذاته، نفسه.. حياة ربنا يسوع المسيح هى أساس الأسرار لأن إيماننا أن الطريق الوحيد لخلاصنا وميراثنا للأبدية هو السيد المسيح.
"وليس بأحد غيره الخلاص. لن ليس اسم آخر تحت السماء به ينبغى أن نخلص" (أع 12:4). تعيب علينا الطوائف أننا لسنا خلاصيين. وأننا نضع بجانب دم السيد المسيح وفدائه أشياء أخرى كالاعتراف والتناول حتى تغفر خطيئتى.. ومنهم من يسألوننا متى تغفر الخطية؟ هل عند المعمودية، أم فى سر مسحة المرضى؟؟!
وكيف تضمن غفران خطيتك؟؟ هل بوقوفك فى التوبة فى نهاية اليوم، أم بعد تحليل الاعتراف؟؟! أم فى القداس؟؟ وهل يجب الاعتراف قبل التناول مباشرة؟؟
هذا التقسيم لم يأتِ فى فكر الكنيسة الأرثوذكسية ولا فى فكر آبائها فنحن نؤمن أنه لنا طريق واحد للخلاص كما قال القديس بطرس: "تماماً أنه ليس بأحد غيره الخلاص".. والرب يسوع يقول: "ليس أحد يأتى إلا الآب إلا بى" (يو 6:14) الطريق للآب. والحق المعلن من السماء لبنى البشر ، والحياة الجديدة التى باتحادنا به نرثها.. هكذا يقول الله.. أنه ليس غيرى أنا الذى جمع فى نفسه طبيعة الله والبشر. وطريق السماء لا ينفع أن يفتح للإنسان إلا بالأسرار. "أيها الأخوة لنا ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرسه لنا حديثنا حياً بالحجاب، أى جسده. وكاهن عظيم على بيت الله".
فى نور لا يدنى منه. هذا الحجاب أتحد به السيد المسيح ثم صعد به، وجلس عن يمين الآب فصار طريقنا فى السيد المسيح! وصارت طبيعتى، التى كانت سبباً لانفصالى عن السيد المسيح، سبباً لاشتراكى فى السيد المسيح. فكيف لمن لا يحمل الطبيعة الإلهية ينال حياة أبدية؟؟
فى اللاهوت الإسلامى، الأبدية مكافأة للحياة الأرضية.. سأل بيلاطس السيد المسيح: وما هو الحق؟ فلم يجبه السيد المسيح.. لأن السؤال فى أساسه خطأ!! فلو سأله من هو الحق؟ لقال أنا!! أنا هو الحق..
الحياة الجديدة : يصلى الكاهن "لأنك أنت هو حياتنا كلنا. وخلاصنا كلنا. ورجاؤنا كلنا. وشفاؤنا كلنا. وقيامتنا كلنا" (أوشية الإنجيل).
أنت لست تعطينا الحياة أو الشفاء أو الخلاص أو القيامة.. إنما أنت هو حياتنا وشفاؤنا ورجاؤنا وقيامتنا!!
وعند انزعاج مريم ومرثا لموت لعازر يطمئنهم يسوع: "أنا هو القيامة".. لم تعد ننتظر هذه القيامة فى اليوم الأخير.. السيد المسيح الواحد هو طريق الخلاص، جعل من الأسرار وسائط تنسكب من خلالها كل عطاياه لكى نتحد فيه.. هو يجمعنا فى شخصه بالمعمودية..
ملأنا بروحه فى سر الميرون..
يغذينا بحياته بالجسد والدم فى سر التناول..
يحول آلامنا إلى شركة فى صلبه بسر مسحة المرضى..
يغسلنا بدمه ليقدسنا ويغفر خطيتنا فى سر التوبة والاعتراف..
يعطينى وحدة مع آخر مثال لوحدة السيد المسيح بالكنيسة فى سر الزيجة.
هو بذاته قائم فى كنيسة، يتمم قصده بواسطة أشخاص أفرزهم للكهنوت..
| |
|