اولا لغة الآباء الاولين :
كانت لغة المسيحية منذ نشأتها حتى القرن الثانى هى اللغة اليونانية .
إذ كانت هذه اللغة هى لغة الأدب والحديث طوال القرون الأولى فى الإمبراطورية الرومانية فى كل بلاد البحر الأبيض المتوسط .
فقد غزت الحضارة اليونانية والأدب اليونانى العالم الرومانى كله حتى أنه كان يندر أن تكون مدينة فى الغرب لا تستعمل فيها اللغة اليونانية كلغة التعامل اليومى .
وحتى فى روما وشمال أفريقيا وبلاد الغال ( فرنسا ) كان استعمال اللغة اليونانية حتى القرن الثالث .
ولهذا السبب تعتبر اللغة اليونانية هى اللغة الأصلية لكتابات الآباء .
وإن كان فى الشرق قد حل محلها جزئيًا اللغات المحلية مثل السريانية فى سوريا والقبطية فى مصر وخاصة فى الوجه القبلى
والأرمينيا فى أرمينيا .
وبعد القرن الثالث حلت اللاتينية فى الغرب محل اليونانية.
إن كتاب أسفار العهد الجديد مثلهم مثل آباء الكنيسة
لم يكتبوا باللغة اليونانية الكلاسيكية، بل بلغة يونانية تسمى كوينى (Koine)
والتى يمكن أن توصف بأنها تآلف بين اللغة الأتيكية (Attic) لغة مقاطعة " أتيك " فى اليونان " " وبين اللغة اليونانية الشعبية .
وقد صارت لغة ال "كوينى" هى لغة كل العالم الهلينى منذ القرن الثالث قبل الميلا د وحتى نهاية العصور المسيحية الأولى أ
ى حتى بداية القرن السادس.
ثانيا تصنيفات كتابات الآباء :
توجد أكثر من طريقة لتصنيف علم الآباء و يقسمونه الى :
1- بحسب اللغة التى كتبوا بها كتاباتهم
2 -الترتيب التاريخى
أولاً بحسب اللغة التى كتبوا بها كتاباتهم
اليونانية اللاتينية، والسريانية والقبطية والأرمنية .
وأكبر كمية من كتابات الآباء وصلتنا باللغتين اليونانية واللاتينية .
ومن هنا جاءت التسميات للمجموعتين الشهيرتين :
باترولوجيا جريكا اى كتابات الآباء باليونانية
باترولوجيا لاتينا اى كتابات الآباء باللاتينية .
ثانيا يصنفون الآباء على حسب الترتيب التاريخى
تقسم المراجع الآبائية إلى عدة عصور وهى :
1 - بدايات الكتابات الآبائية :
هذا العصر يشمل كتابات القرون الثلاثة الأولى أى يمتد من حوالى سنة ١٠٠ إلى سنة ٣٠٠ ميلادية.
2 – العصر الذهبى للكتابات الآبائية :
ويمتد من سنة ٣٠٠ إلى سنة ٤٤٠ م.
3 – العصر المتأخر :
من ٤٤٠ إلى ٦٠٠ م. وعند الروم يمتد العصر المتأخر حتى سنة ٨٩٣ م